أبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان ثلاث شركات متخصصة في الاتصالات بدأت في تركيب المعدات التقنية لتشغيل 60 ألف خط هاتف نقّال في كانون الاول ديسمبر المقبل في اطار مشروع تجريبي - ترويجي لهذه الشركات، يساهم في تعزيز فرصها في الحصول على عقود رسمية عندما تقرر "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" طرح مناقصة لاقامة مشروعها الخاص لهواتف ال "جي اس ام" في نهاية السنة المقبلة. وكانت "مؤسسة الاتصالات" وقعت في تموز يوليو الماضي عقوداً مع شركات "اريكسون" السويدية و"سيمنس" الالمانية و"انفستكوم" اللبنانية لتركيب معدات تقنية توفر 60 ألف خط في مدن دمشق وحلب واللاذقية. واوضح المدير الاقليمي ل"اريكسون" ليف كارلسون ل"الحياة" ان العقود الثلاثة مع المؤسسة "لا تتضمن تحميلها أي كلفة مادية". ونالت الشركة السويدية الحصة الاكبر لتقديم 30 ألف خط في مدينتي دمشق وحلب مقابل 15 الفاً ل"سينمس" و15 الفاً ل"انفستكوم" في اللاذقية. وأبلغ خبراء "الحياة" ان مشروعي حلب ودمشق سيعملان في نهاية السنة الجارية على ان تبدأ خطوط الشركة اللبنانية في العمل الصيف المقبل. وقال كارلسون: "وصل مدير مشروعنا وثلاثة خبراء لتنفيذ الخطة ونعمل جاهدين كي نكون جاهزين من الناحية التقنية في كانون الاول المقبل". وستعمل "مؤسسة الاتصالات" بعد تجريب هذا المشروع على طرح مناقصة لتوسيع الشبكة من دون اي التزام رسمي بشراء هذه التجهيزات او فوز أي من هذه الشركات بالعقود المقبلة. واوضح كارلسون: "نريد بناء علاقة طويلة الاجل لكن ليست هناك أية ضمانة لعقود مستقبلية". وقال مسؤولون سوريون ان الحكومة "لم تقرر بعد ما اذا كان المشروع الرسمي سيكون حكومياً او ستديره شركات خاصة"، لكنهم رجحوا ان "يكون مماثلاً لنظام عمل المؤسسة القائم"، لافتين الى وجود "فرص قوية للشركات الثلاث بنيل حصص في المشروع المقبل". وتوقع كارلسون ان يرتفع الطلب الى "عشرات مئات الآلاف من الخطوط، وان الامر يتعلق بسعر الخط"، فيما قال خبراء "ان الطلب سيصل فوراً الى مليون خط كحد ادنى". وكانت "مؤسسة الاتصالات" حددت سعر خط المشروع التجريبي بنحو 400 دولار اميركي للقطاع العام اضافة الى رسوم شهرية قدرها 12 دولاراً، وبنحو 1200 دولار وثلاثة اضعاف الرسوم الشهرية للجهات الاخرى. وأوضح الخبراء ان المؤسسة ستكسب اكثر من 35 مليون دولار اميركي تساعدها في تمويل مشروعها الخاص. وقال المدير العام ل"مؤسسة الاتصالات" المهندس مكرم عبيد: "نقوم بتشغيل المشروع بمساعدة هذه الشركات لمدة سنة واحدة، على ان توظف عائدات المشروع التجريبي في تمويل المرحلة ما بعد التجريبية التي ستشمل القطر بكامله". والى الهاتف النقال، تستمر "مؤسسة الاتصالات" في تركيز جهودها على توفير خدمة الهاتف الارضي. وقال كارلسون ان المؤسسة وقعت في حزيران يونيو العام الماضي عقداً مع "اريكسون" بقيمة 118 مليون دولار لتوفير مليون خط، فيما ستوفر شركتا "سيمنس" نحو 400 الف خط و"سامسونغ" السورية - الكورية 250 الفاً، في اطار مشروع توفير 65،1 مليون خط. ولتمويل القسم الرئيسي من كلفة المشروع الاجمالية البالغة اكثر من 500 مليون دولار حصلت الحكومة السورية على ثلاثة قروض بقيمة 245 مليوناً من "صندوق ابو ظبي للتنمية" 100 مليون و"الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي" 79 مليونا و"الصندوق الكويتي للانماء الاقتصادي والاجتماعي" 66 مليوناً. وستقوم المؤسسة بتوفير بقية المبلغ من وارداتها الذاتية بالقطع الاجنبي. وقال كارلسون ان تنفيذ العقد سينتهي في 12 تشرين الثاني نوفمبر سنة 2002، ما سيرفع عدد الخطوط وقتذاك الى 4.3 مليون خط والى اربعة ملايين في سنة 2004. ويتوقع الخبراء ان يؤدي هدا المشروع الى رفع الكثافة الهاتفية من نحو 5.6 رقم لكل مئة مواطن الى نحو 14 رقماً. وكانت المؤسسة نفذت في بداية التسعينات مشروع تركيب مليون خط نفذته شركة "سيمنس" بتمويل من الحكومة الكويتية.