ظهر عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني سكرتير منظمة الحزب في محافظة حضرموت، حسين باعوم أمام نيابة حضرموت في مدينة المكلا بعد إختفائه أكثر من سنة ونصف سنة، كان يدعي خلالها والحزب الاشتراكي ان السلطات تطارده وأن حياته مهددة بالخطر. ولم تتخذ النيابة أي إجراء في حقه. ودخل باعوم امس للمرة الأولى منذ اختفائه، مقر منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة حضرموت، وامضى فيه ساعات بانتظار مجيء رجال الشرطة أو الاستخبارات لاعتقاله، بعدما ابلغته النيابة العامة أنه ليس مطلوباً في اي قضية جنائية أوسياسية، وأن ليس هناك ما يوجب إحتجازه أو مطاردته. وكان محاميان هما الدكتور محمد علي السقاف والدكتور محمد المخلافي رافقاه إلى النيابة اثناء محاولته تسليم نفسه. وسأل باعوم النائب العام: "لماذا إذاً كنت متخفياً لأكثر من سنة ونصف سنة؟" فكان الجواب: "إسأل نفسك"! وذكرت مصادر أن المسؤول الاشتراكي غادر مبنى النيابة إلى مقر الحزب، متوقعاً مجيء رجال الشرطة أو الاستخبارات لاعتقاله، وبعدما امضى نحو ثلاث ساعات في المقر توجه إلى منزله بعد الظهر ولم يتعرض لأي ملاحقة. وحاولت قيادات في الحزب إصدار بيان في صنعاء امس باسم الاشتراكي واحزاب المعارضة للتعبير عن إستنكارها عدم اعتقال السلطات باعوم فور ظهوره، ولانتقاد محاولة "الخداع" من جانب السلطة و"التلاعب بمواقف الآخرين"، لكن مصادر موثوقاً بها في المعارضة قالت ل"الحياة" أن "العقلاء في الاشتراكي منعوا صدور مثل هذا البيان، ورجحوا كفة التعامل مع القضية بهدوء". وأصدر محامو الباعوم بياناً من المكلا أكدوا أن رئيس النيابة صالح راجح أبو حاتم نفى وجود أي ملف قضائي يخص موكلهم، وأن أجهزة الأمن لم تبلغ النيابة وجود مثل هذا الملف. وقال المحامون الدكتور السقاف ومحمد ناجي علاو نائب من الإصلاح والمخلافي ومحمد عمر، إن الباعوم غادر مقر النيابة وهو في منزله بعد اختفاء اضطراري دام 18 شهراً، واعتبروا أن مغادرته مقر النيابة وعدم اعتراضه بداية لعودته إلى حياته الطبيعية وحقه في ممارسة حقوقه الدستورية والقانونية مثل باقي المواطنين. ويذكر أن باعوم إختفى في 30 نيسان ابريل1998 بعد ثلاثة ايام على تنظيمه تظاهرة إحياء لذكرى مرور سنة على مقاطعة الاشتراكي الانتخابات النيابية عام 1997، واتهمته السلطات آنذاك باثارة شغب في التظاهرة اسفر عن مقتل شخص وجرح اثنين. على صعيد آخر بدأت الحكومة اليمنية أمس وضع برنامج مكثف مدته ثلاثة اشهر من اجل "إقتلاع سلبيات الماضي". وأقر مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالقادر باجمال لتلقي اقتراحات الأعضاء في البرنامج المقبل للحكومة.