بدأت السعودية اتخاذ خطوات عملية لتأسيس هيئة عليا للسياحة تقوم بتطوير القطاع وزيادة حصته في اجمالي الناتج المحلي ضمن سياساتها لتقليص الاعتماد على النفط كمورد اساسي للدخل في البلاد . وترأس الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران مساء اول من امس اجتماعاً وزاريا مهماً وصفته "وكالة الانباء السعودية" بانه اجتماع لمجلس ادارة الهيئة العليا للسياحة حضره الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ومجموعة من الوزراء ذوي العلاقة. وذكر ل"الحياة" مسؤول رفيع في الحكومة السعودية ان الاجتماع يأتي في اطار "لجنة وزارية" ستمهد الطريق لوضع التصور العام للهيئة قبل بدء نشاطاتها فعلياً. واعتبر المسؤول ان الخطوة "مهمة جداً" على صعيد الاقتصاد السعودي وتنمية السياحة الداخلية التي يُعوّل عليها الكثير في رفد الموارد السعودية. وكانت الدعوة الاولى لتأسيس هيئة عليا للسياحة انطلقت قبل نحو عشرة اعوام في المؤتمر الثالث لرجال الاعمال السعوديين في جدة، ثم تبنى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير قبل نحو اربعة اعوام تجديد الدعوة لانشاء الهيئة لتتوالى جهود لجنة السياحة الوطنية في مجلس الغرف السعودية لمتابعة القضية. وقال الامين العام لمجلس الغرف السعودية اسامة الكردي ل "الحياة" ان البدء العملي في تأسيس الهيئة "يأتي في اطار سلسلة من التغيرات تشهدها السعودية اجمالاً وتعيشها الساحة الاقتصادية خصوصاً". واعتبر ان الهيئة ستكون الداعم الاول لتطوير قطاع السياحة وارساء ركائز صناعة سياحة داخلية في البلاد ستُغير كثيراً من معدل انفاق السعوديين على السياحة الخارجية. يُشار الى ان السعوديين ينفقون نحو 25 بليون ريال 6.5 بليون دولار على السياحة لا يتجاوز نصيب السياحة الداخلية منها 8 في المئة. وعلمت "الحياة" ان من ابرز خطط ومهام الهيئة رسم السياسات والاستراتيجيات الوطنية للنشاط السياحي الداخلي، وتدريب قوة عمل وطنية متخصصة ، ووضع القوانين والتشريعات الخاصة بالقطاع، وتوفير الاستثمارات لتنمية المشاريع السياحية، وتنظيم العلاقة بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي لخلق نوع من التجانس والتكامل بين الطرفين، اضافة الى اجراء الدراسات والمسوحات الميدانية، والاهتمام بالاعلام السياحي. وتتوقع الاوساط السياحية ان تسجل حركة السياحة الداخلية مع نهاية السنة ما يزيد على 3 ملايين سائح ستستأثر عسير والطائف ومكة المكرمة بالنسبة العظمى منهم.