القدس المحتلة، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - ردت السلطة الفلسطينية امس بغضب على تصريحات نسبت الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يقترح فيها اقامة دولة فلسطينية على 18 في المئة من اراضي الضفة الغربية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في حديث الى اذاعة صوت فلسطين "ان هذه التصريحات تشكل تراجعاً خطيرا ًعن مذكرة شرم الشيخ التي نصت على ان هدف عملية السلام هو تطبيق قراري مجلس الامن 242 و338". وأضاف ان "من شأن مواصلة سياسة الاملاءات والاعمال الاستيطانية الاسرائيلية ان تقود الى تدمير عملية السلام". وكانت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أكدت ان باراك سيقترح على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اقامة دولة فلسطينية على 18 في المئة من اراضي الضفة الغربية في مرحلة اولى على ان يتطور ذلك في مرحلة لاحقة الى ثلثي هذه الاراضي. واشارت الصحيفة الى ان الاقتراح الذي وصفته بأنه "انفتاح" اسرائيلي سيعرض خلال المفاوضات حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية. واستؤنفت هذه المفاوضات حول توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني رسميا في الثالث عشر من أيلول سبتمبر اثر اتفاق شرم الشيخ المبرم في الخامس من نفس الشهر ولكن هذه المفاوضات لم تنطلق بعد فعلياً. ورجحت الصحيفة ان باراك سيقدم "اقتراحه الاولي" خلال القمة المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في اوسلو مع عرفات. ويتحدث الاقتراح عن دولة فلسطينية "مستقلة وذات سيادة" تقام فوق الاراضي التي تخضع حالياً للإدارة الفلسطينية في ما يدعى ب"المنطقة أ". وقال عريقات ان القمة "ستبحث في استحقاقات شرم الشيخ ومفاوضات الوضع النهائي والاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب مثل الاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم المنازل". وينص اتفاق شرم الشيخ على ان تتسلم السلطة الفلسطينية قبل العشرين من كانون الثاني يناير ادارة اربعين في المئة من الضفة الغربية. وتم تحديد الثالث عشر من شباط فبراير موعدا لابرام اتفاق - اطار يحدد الخطوط العريضة للتسوية النهائية حول الاراضي الفلسطينية. من جهة اخرى، رفضت الجامعة العربية الاقتراح الاسرائيلي القاضي بالسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم على 18 في المئة فقط من مساحة الضفة الغربية. وقال الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد في اعقاب لقائه امس وفد جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الاميركية، ان الجامعة ترفض أي اقتراحات اسرائيلية لا تلبي الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وفي مقدمها إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني بما فيها القدس، وان تنسحب اسرائيل من جميع الاراضي المحتلة عام 1967. وشدد على ضرورة إقامة الدولة على كامل التراب الوطني وان تنسحب اسرائيل الى حدود ما قبل الرابع من حزيران، مؤكداً دعم الجامعة المطلق للموقف الفلسطيني في هذا الشأن. ووصف الاقتراح الاسرائيلي بأنه بالون اختبار للموقف الفلسطيني والعربي قبل مفاوضات التسوية النهائية. وشرح عبدالمجيد للوفد الاميركي موقف الجامعة العربية من عملية السلام في الشرق الاوسط، قائلاً إن الدول العربية اختارت السلام لكنها ترفض مماطلات اسرائيل، ودعا الى استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني من النقطة التي توقفت عندها. وشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لوقف الاستيطان الاسرائيلي غير المشروع وإزالة المستوطنات التي تعتبر مدمرة لعملية السلام.