} يركز الرئيس الصيني جيانغ زيمين في محادثاته مع المسؤولين السعوديين، الذين يلتقيهم اثناء زيارته الى الرياض التي تبدأ اليوم على تنفيذ مشروع "مجمع فوجيان" النفطي الكيماوي العملاق وتبلغ تكاليفه أربعة بلايين ريال أكثر من بليون دولار. يبدأ الرئيس الصيني زيارة رسمية الى السعودية اليوم على رأس وفد اقتصادي وتجاري رفيع المستوى لم يكشف النقاب عن عدد اعضائه والقطاعات والشركات التي يمثلها. وعلمت "الحياة" ان زيمين سيُوقع مجموعة من الاتفاقات مع الجانب السعودي انبثقت عن اجتماع اللجنة السعودية - الصينية المشتركة التي انهت امس اجتماعاً في قصر المؤتمرات في الرياض. وسيبحث الجانبان في زيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين البلدين التي شهدت تطوراً ملحوظا منذ اقامة العلاقات الديبلوماسية عام 1990. وسيحظى القطاع النفطي بتركيز كبير في محادثات الرئيس الصيني مع المسؤولين السعوديين خصوصا فيما يتعلق بمشروع "مجمع فوجيان" لتكرير النفط وانتاج البتروكيماويات المشترك بين "ارامكو - السعودية" و"اكسون" الاميركية، وشركتين صينيتين. وكانت دراسات الجدوى لاقامة المجمع الصناعي اكتملت بنجاح وينتظر ان يعلن عن بدء تنفيذ المشروع بعد وقت قريب جداً اثر الحصول على موافقة السلطات في مقاطعة فوجيان. وسيتضمن المشروع مصفاة لتكرير النفط ومجمعاً للبتروكيماويات، ويشترك في ملكيته شركة "الصين للبتروكيماويات" سينوبك وشركة "فوجيان للبتروكيماويات المحدودة" تمثلان حصة الصين من المشروع 50 في المئة وشركة "أرامكو - السعودية" 25 في المئة وشركة "أكسون" 25 في المئة. ويأتي اهتمام السعودية بالشراكة الاقتصادية مع الصين في اطار استراتيجية تعزيز مشاريعها الاقتصادية في العالم والرغبة في الحصول على حصة للمنتجات والمشاريع السعودية في السوق الصينية التي تتسم بالنمو المتزايد. يُشار الى أن الصين تتمتع حالياً بنمو اقتصادي قوي، وأدى التوسع في الصناعات التي تعتمد على مشتقات النفط الى زيادة استهلاك الصين من الطاقة بنسبة 33 في المئة عما كان عليه في عام 1985. وبناء عليه من المتوقع أن تصبح الصين مستورداً رئيسياً للنفط السعودي في مطلع القرن المقبل. وتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 1.7 بليون دولار العام الماضي في مقابل نحو 1.6 بليون دولار عام 1997، ولا يوجد اختلال في الميزان التجاري بين البلدين اذ بلغت الصادرات الصينية عام 97 نحو 855 مليون دولار في مقابل واردات يزيد حجمها على 826 مليون دولار. وتمثل تجارة الصين مع السعودية 18 في المئة من حجم تجارتها مع دول جنوب آسيا وشمال افريقيا، ونحو 35 في المئة من تجارتها مع دول الخليج العربية. وتتوزع خارطة صادرات الصين الى السعودية، التي تعد شريكها التجاري الاول في الشرق الاوسط، بين الملابس الجاهزة 40 في المئة والآلات والاجهزة الالكترونية 20 في المئة ومنتجات النسيج 11.3 في المئة والنسبة الباقية لمنتجات مختلفة، وتتركز الواردات الصينية من السعودية على النفط والبتروكيماويات.