سجل التعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودي والصين نموا كبيرا خلال الأعوام الماضية، حيث تعتبر الصين من أكبر مستوردي البتروكيماويات السعودية، فضلا عن إنشاء مشاريع مشتركة في عدد من المجالات، في حين كشف مؤشر الاستثمار الصيني العالمي أن حجم الاستثمارات الصينية في المملكة يبلغ 87.3 مليار ريال "23.31 مليار دولار". ومنحت المملكة في عام 2004 امتياز تنقيب عن الغاز لشركة (سينوبك) الصينية، وشمل الامتياز منطقة تمتد إلى مساحة 40 كلم2 في صحراء الربع الخالي، وتشترك شركة أرامكو السعودية في ملكية 20% من رأسمال الشركة التي أنشأت لهذا الغرض. وتستثمر الشركة حاليا 4.5 مليارات دولار أميركي في السعودية. كما اشتركت شركة أرامكو مع شركة (سينوبك) الصينية في يوليو من عام 2005 ملكية 45% من مصفاة صغيرة للنفط في شمال شرق الصين، فيما دخلت الشركة مع شركة (فوجيان) للبتروكيماويات في نفس السنة، في مشروع مشترك مع شركة (إكسون موبيل) لإقامة مجمع ضخم للبتروكيماويات في الصين، بتكلفة تبلغ 3,5 بلايين دولار. وشمل مشروع شركة فوجيان تسويق المواد النفطية في حوالي 600 محطة للبنزين تمتلكها الشركة، في حين أن هناك تعاقدات وتبادلات تجارية وصناعية في مجال صناعة الأسمنت والاتصالات والبنية التحتية أبرمت بمليارات الدولارات عام 2005 بين الشركات السعودية والشركات الصينية المناظرة. وتعتبر الصين حاليا من أكبر المشترين لمواد الصناعة الكيماوية التي تنتجها الدول العربية، وبخاصة السعودية، كما أن حاجتها لهذه المنتجات تزداد بلا انقطاع، ما يشكل أساسا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والعالم العربي في الصناعة البتروكيماوية.