ديلي تيمور الشرقية - أ ف ب - تم تشديد الاجراءات الامنية أمس في ديلي عاصمة تيمور الشرقية لمناسبة رحيل آخر الجنود الاندونيسيين. ولم يسمح للصحافيين بحضور الاحتفال الذي تم خلاله انزال العلم الاندونيسي للمرة الاخيرة بعد 24 عاماً. وأغلقت القوة الدولية الشوارع التي تؤدي الى المعسكرات التي كانت تضم ما بين 800 الى 1000 جندي اندونيسي فيما بدأ السكان وقد تداولوا الخبر سراً، بالتجمع على شاطئ البحر. وجرى احتفال رسمي لدى مغادرة القوة في مطار كومورو في ديلي بحضور الجنرال الاندونيسي جي.دي. سيتوروس وقائد القوة المتعددة الجنسية في تيمور الجنرال الاسترالي بيتر كوسغروف والمندوب عن سلطة الاممالمتحدة في تيمور الشرقية يان مارتن. وكان القسم الاكبر من القوات الاندونيسية غادر تيمور الشرقية بعيد وصول القوة المتعددة الجنسية الى الاقليم في 20 ايلول سبتمبر الماضي لوقف اعمال العنف التي كانت تقوم بها الميليشيات الرافضة استقلال الاقليم عن اندونيسيا. ولدى اعلان نتائج الاستفتاء التي اتت بغالبيتها الساحقة لمصلحة الاستقلال، دمر الجيش والميليشيات الاندونيسية المدن والقرى بشكل منتظم، من ابنية وبنى تحتية. وتم تهجير اكثر من 260 الف مواطن من تيمور الشرقية على متن السفن او الشاحنات الى اكثر من 200 مخيم نصبت مسبقا في القسم الاندونيسي من جزيرة تيمور. وعلى رغم نداءات المجتمع الدولي وجهود المنظمات الدولية، تمكن بضعة الاف فقط من اللاجئين من العودة الى ديارهم حتى الان. وكان الجيش الاندونيسي اجتاح تيمور الشرقية في كانون الاول ديمسبر 1975 وفي العام التالي، ضمت اندونيسيا المستعمرة البرتغالية السابقة الا ان الاممالمتحدة لم تعترف قط بالامر الواقع. ولقي قرابة 200 الف من التيموريين الشرقيين اي ما يعادل ثلث السكان في ذلك الحين، حتفهم في السنوات الاولى من الاحتلال، بعضهم قتلوا مباشرة بعمليات عسكرية والبعض الاخر بسبب المجاعات والامراض التي كانوا يعانون منها اثناء عمليات النزوح القسرية التي كان ينظمها الجيش الاندونيسي. وعلى رغم القمع الذي كانت تمارسه جاكرتا ضد السكان ويدفع الهيئات الدولية الى ادانة اندونيسيا بشكل منظم، وعلى رغم نشر قوات عسكرية كبيرة كان عديدها يصل احيانا الى 41 الف رجل، لم تتمكن السلطات الاندونيسية من تطبيع الوضع في المستعمرة البرتغالية السابقة. وصوت السكان في تيمور الشرقية بغالبية ساحقة لمصلحة الاستقلال في الاستفتاء الذي أُجري في 30 آب اغسطس برعاية الاممالمتحدة.