قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي مع المسؤولين السوريين في اليومين الاخيرين اظهرت "توافقاً في التحليل على توقع عملية عسكرية في جنوبلبنان"، مشيرة الى ان عدداً من السفراء الغربيين الموجودين في المنطقة يوافقون على هذا التحليل. وأجرى خرازي، قبل ان يغادر الى بيروت امس، محادثات مع الرئيس حافظ الاسد ونائبه السيد عبدالحليم خدام، وعقد جلستي عمل مع وزير الخارجية السيد فاروق الشرع، واجتماعات مع وفد "حزب الله" برئاسة أمينه العام السيد حسن نصرالله وقادة المعارضة الفلسطينية. كما عقد اجتماعاً منفرداً مع زعيم "حركة الجهاد الاسلامي" الدكتور رمضان عبدالله شلح. ونقلت المصادر عن خرازي "ان المؤشرات تدلّ الى ان اسرائيل تمهّد لعدوان واسع على لبنان، وان احتمال قيامها بعملية عسكرية قائم في قوة". وذكرت ان "معظم الذين التقاهم خرازي اجمعوا على توقع عدوان، وان أحد الاسئلة التي كررها امام محاوريه تناول احتمالات حصوله". وفي هذا المجال، نقلت مصادر ديبلوماسية عن السفير الروسي في دمشق فيكتور غوغيتدزه قوله، في لقاء خاص: "ان اسرائيل تعرف ان دمشق لن توافق على اقتراح الانسحاب من جنوبلبنان وفق الشروط المطلوبة، مما يعني انها تمهّد لعملية عسكرية في الجنوب". ونقلت مصادر ايرانية، تحدثت الى "الحياة"، عن خدام مساء اول من امس ان الاقتراح الاسرائيلي لتنفيذ القرار 425 "عبارة عن مناورة لتضليل الرأي العام العالمي من جهة، وإرباك الوضع في لبنان والوصول الى احياء اتفاق 17 ايار مايو. الاسرائيليون يريدون ضمانات أمنية، مما يعني انهاء حال الحرب وإقامة السلام بين لبنان واسرائيل بحسب المفهوم الاسرائيلي لأن السلم بمفهومها هو الامن". وكان الشرع قال ل "الحياة" ان ما تعرضه اسرائيل، بحسب وثيقة السفير الاسرائيلي في نيويورك دوري غولد، هو "معاهدة سلام تتضمن تطبيعاً للعلاقات وتعاوناً امنياً وسياسياً" بعيداً عن "السلام الشامل". وتوقع خدام فشل هذا المشروع بسبب رفض المسؤولين اللبنانيين ومعارضة سورية، و"صمود المقاومة المستهدفة اصلاً بهذا المشروع. لكن صمودها هو العنوان الآخر لفشله". وقال: "لو ان الاسرائيليين جادون لانسحبوا مثلما دخلوا. لكن الانسحاب لن يتم لأن اسرائيل تطالب بشروط يرفضها لبنان ولن يعطيها الا في اطار السلام الشامل في المنطقة الذي ترفضه اسرائيل". وأبدى خدام ارتياحاً الى محادثات الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في المنطقة لأنه موافق على تنفيذ القرار الرقم 425 "ونحن نرحب بذلك اذا كان من دون قيد او شرط. لكن ما يريده الاسرائيليون هو انسحاب مشروط يتضمن ترتيبات امن قبل الانسحاب ودمج جيش لبنانالجنوبي بقيادة اللواء انطوان لحد واعطاء حقوق سياسية للبنانيين الذين يقطنون في الشريط الحدودي، وهذه كلها شروط ليست واردة في القرار". وكان خرازي قال في تصريحات صحافية ادلى بها بعد لقائه خدام ان الحديث تناول "التنسيق الكامل من اجل الصمود" امام "المناورات الاسرائيلية"، مشيراً الى انه تناول "تطورات المنطقة والوضع في جنوبلبنان والعراق. وبحثنا في ما يجب ان تقوم به دول المنطقة من اجل الصمود امام السياسة الاسرائيلية. واكدنا اهمية التعاون السوري - اللبناني والسلامة الكاملة للاراضي العراقية. وأبدينا قلقنا تجاه التوسع الاسرائيلي في المنطقة والتعاون التركي - الاسرائيلي"، لافتاً الى وجود "تنسيق كامل بين طهرانودمشق لتعزيز مواقف البلدين وصمود المنطقة امام المناورات الاسرائيلية". وقال رداً على سؤال: "نعتقد بأن الطروحات الاسرائيلية ليست سوى خدعة. انهم يسعون الى ايجاد الفرقة بين دول المنطقة والتغطية على سياستهم التوسعية وفشلهم في السلام. ويريدون على المدى البعيد". من جهة اخرى رويترز قال خدام في تصريحات صحافية: "يجب ان نعمل بكل ما نستطيع لبناء علاقات جيدة ومتينة بين العالم العربي وبين ايران وايضاً بين مجمل الدول الاسلامية، ولا شك ان رئاسة ايران للمؤتمر الاسلامي فرصة كبيرة يجب ان نعمل على توظيفها لتعزيز صلات التعاون الوثيقة".