أجرى الرئيسان الفرنسي جاك شيراك والصيني جيانغ زيمين محادثات منفصلة في الرباط مع العاهل المغربي الملك محمد السادس. وغادر زيمين لاحقاً الى الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، للقاء رجال اعمال مغاربة، على ان ينتقل اليوم الى الجزائر. وأفادت مصادر مغربية ان شيراك ومحمد السادس أجريا محادثات على انفراد الى مأدبة غداء جمعتهما أمس. وقالت انها شملت قضايا اقليمية ودولية وثنائية. واوضحت انه على رغم الطابع الخاص للزيارة التي كان متفقاً عليها سابقاً خلال مشاركة الرئيس شيراك في تشييع جنازة الراحل الملك الحسن الثاني في اواخر تموز يوليو الماضي، فان المحادثات ركزت على تعميق المشاورات بين البلدين في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتربط اوساط عدة بين توقيت الزيارة والمخاوف من تدهور العلاقة بين المغرب والجزائر. وأشارت الى إمكان تداول الرئيس الفرنسي والعاهل المغربي في اقتراحات لتقريب وجهات النظر بين البلدين. وفي هذا الإطار، نفى مسؤول مغربي ما تردد من انباء عن اجتماع امني بين المغرب والجزائر للبحث في معاودة فتح الحدود. وقال السيد ادريس الضحاك رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان الذي زار الجزائر برفقة وزير حقوق الانسان المغربي السيد محمد اوجار، ان التصريحات التي نشرتها في هذا الشأن صحيفة جزائرية لا تتطابق بتاتاً مع نص المقابلة التي ادلى بها للصحيفة. الى ذلك، جدد العاهل المغربي التزام بلاده اجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية، ورهن ذلك بمشاركة جميع المتحدرين من اصول صحراوية. وقال في مأدبة عشاء اقامها على شرف الرئيس الصيني ليل الخميس في القصر الملكي في الرباط: "نؤكد رغبتنا الصادقة في حل هذه القضية نهائياً لتصفية الاجواء في منطقتنا وفتح الطريق امام بناء المغرب العربي الذي نعتز بالانتساب اليه". واشاد بموقف الصين ازاء دعم الشرعية الدولية، لكنه اعاد الى الاذهان موقف الرباط لجهة الاعتراف ب "صين واحدة"، غداة استقلال البلاد، وقال ان سياسة المغرب تُبنى على قناعات مبدئية وتكمن في "التزام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول". ودعا الى احلال التعايش السلمي بين الدول والى حوار بين الديانات والحضارات. وقال ان المملكة المغربية "تندد باللجوء الى القوة والعنف وتجنب كل انواع التطرف والارهاب وكل ما يهدد الامن والاستقرار في العالم". لكنه نبه الى الاوضاع المتردية في القارة الافريقية التي قال انها تعتبر في الوقت الراهن "مسرحاً لنزاعات مسلحة وحروب اهلية وتطاحن على السلطة ومرتعا للاوبئة والمجاعة والامية". ودعا المجتمع الدولي الى التحرك لانقاذ القارة الافريقية من "كارثة مهولة". أما الرئيس الصيني فدعا الى "اقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد يستند الى مبادئ التعايش السلمي وقواعد العلاقات الدولية المتعارف عليها". وقال في خطابه ان البشرية ستدخل القرن الجديد قريبا "ولا يزال السلام والتنمية موضوعين رئيسيين لعصرنا". ، ورأى ان تحقيق السلام الدائم والازدهار الشامل في العالم يتطلب جهودا مشتركة من شعوب العالم. وقال: "من حق الجميع المشاركة في الشؤون الدولية، ضمن التزام تبادل احترام السيادة ووحدة الاراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية في ما بينها". ورهن رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ادخال اصلاحات على الاممالمتحدة بموافقة الصين. وقال في تصريح على هامش زيارة الرئيس الصيني "ان الصين لها تصورها الخاص في شأن دور الاممالمتحدة وبدون موافقتها لن يتسنى تطبيق الاصلاحات المتوخاة على هياكل الاممالمتحدة لتفعيل دور المنظمة الدولية". وأشار الى ان الصين تعتبر "حليفاً موضوعياً للبلدان النامية التي ترى فيها سنداً لها في مواجهة التحديات التي تواجهها".