وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزوجته بريجيت بعد ظهر أمس، إلى العاصمة المغربية الرباط، في أول زيارة له خارج القارة العجوز أوروبا، حيث كان في استقباله العاهل المغربي الملك محمد السادس وزوجته الأميرة سلمى. وتمثل زيارة ماكرون الى المغرب لفتة مهمة من رئيس فرنسي فضّل بداية عهده التوجه الى الرباط وليس إلى الجزائر مثل أسلافه فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، في حين أن الرئيس السابق جاك شيراك كان بدأ بالمغرب. وتربط فرنسا شراكة استراتيجية وثيقة مع المغرب، اذ تُعدّ باريس الشريك التجاري الأول للرباط والمستثمر الأول فيه. وعقد الرئيس الفرنسي فور وصوله لقاء منفرداً مع العاهل المغربي الذي دعاه الى مأدبة إفطار. وتصدرت العلاقات الثنائية والأوضاع في منطقة المغرب العربي، وخصوصاً ليبيا والأزمة الخليجية، مباحثات ماكرون – محمد السادس، وشارك وزير الخارجية المغربي ناصر بوريتا في المحادثات الموسعة فور وصوله من المملكة العربية السعودية، مختتماً جولة ديبلوماسية إقليمية قادته إلى كل من دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة. وكانت الرئاسة الفرنسية ذكرت عشية الزيارة أن أزمة الخليج ستكون في صلب المحادثات إلى جانب الوضع الليبي، حيث استضافت المملكة المغربية اجتماعات مجمّع الصخيرات التي جمعت بين الأطراف الليبيين برعاية الأممالمتحدة ونتج منها الاتفاق على تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج. وأفادت مصادر فرنسية بأن الجانبين سيؤكدان التزامهما بمسار الصخيرات للحل في ليبيا. وحضر موضوع أزمة الصحراء الغربية وخطة المغرب للحكم الذاتي في تلك المنطقة في المحادثات الفرنسية – المغربية. وتعتبر فرنسا أن خطة المغرب تشكّل أساساً جدياً وهي ذات مصداقية للحل الذي ينبغي أن يكون في إطار الأممالمتحدة. واتسمت الزيارة بجو من الود والقرب بين البلدين، إذ أراد العاهل المغربي أن يستضيف ماكرون وزوجته بشكل عائلي الى إفطار مقتضب في قصره الخاص دار السلام وكانت زوجته الأميرة سلمى زارت مع بريجيت ماكرون معرض فن بيكاسو في متحف الفن الحديث. وعاد ماكرون صباح اليوم، الى باريس بعد أن أمضى ليلته في الرباط.