سنغافورة - أ ف ب، رويترز، د ب ا - طلب وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين من دول جنوب شرقي آسيا تقديم "دعم واضح وعلني" لقوة السلام الدولية في تيمور الشرقية، اي ارسال جنود او القيام بمساهمات مالية. فيما دعت القوات الدولة التي استكملت انتشارها على حدود الاقليم مشاركة النروج وايرلندا. وقال في هذا الصدد "اعتبر ان من المهم ان تقدم دول رابطة جنوب شرقي اسيا اسيان دعما واضحا وعلنيا لقوة حفظ السلام التي منحتها الاممالمتحدة تفويضاً". وأدت الازمة في تيمور الشرقية والخطوات التي اتخذتها الاسرة الدولية الى اثارة البلبلة داخل "آسيان" التي تتنازعها صور المجازر المرعبة من جهة، والتبرم الناجم عن التدخل في احدى دولها للمرة الاولى في تاريخها من جهة ثانية. ولهذا السبب، شدد كوهين لدى زيارته تايلاند الجمعة وسنغافورة السبت على ضرورة مشاركة دول "آسيان" والتزامها بقوة السلام التي تقودها استراليا. وأضاف كوهين "اعتقد ان من الاهمية بمكان الاحساس بأن "آسيان" بمجملها مهتمة بعودة الاستقرار الى تيمور الشرقية لان في ذلك مصلحة للجميع". وأوضح ان على كل دولة ان تحدد عدد القوات التي قد ترسلها الى هناك. وقال "في جميع الاحوال، يجب تقديم مساهمات مالية"، مشيراً الى ان باستطاعة هذه الدول تمويل صندوق يهدف الى دعم مهمة حفظ السلام. وينتشر اكثر من خمسة الاف جندي بقيادة استراليا في تيمور الشرقية حيث اتخذوا مواقع لهم قرب الحدود مع تيمور الغربية من اجل منع هجمات تشنها الميليشيات الموالية لاندونيسيا. وكان كوهين دعا خلال المراحل السابقة في جولته الاسيوية الى انتشار سريع لقوة السلام بغية ضمان امن المناطق الواقعة خارج ديلي عاصمة تيمور الشرقية. وأعلن في بانكوك ان الطائرات الاميركية ستنقل 1300 جندي تايلاندي بدءا من الاسبوع المقبل. من جهتها، سترسل سنغافورة مراقبين عسكريين وفريقا طبيا اضافة الى سفينتين لنقل المواد التموينية الى تيمور الشرقية التي دمرتها الميلشيات المعارضة للاستقلال. من جهة اخرى، أفاد ضباط ارتباط ان حوالى الف جندي من القوات الدولية انتشروا على طول الحدود الفاصلة بين تيمور الشرقية والغربية التابعة لأندونيسيا. وقال قائد قوة "انترفت" الجنرال الاسترالي بيتر كوسغروف ان "الانتشار وهو اضخم عملية مجوقلة تقوم بها قوات الدفاع الاسترالية" حصل في الساعات الاربع والعشرين الماضية. وأضاف كوسغروف ان جنودا من نيوزيلندا ومن الفرقة البريطانية قاموا بمهمة الاستطلاع ممهدين الطريق امام انتشار القوات. وتزامنت العملية، وهي الاكبر لقوة السلام حتى الآن، مع التهديدات التي اطلقتها الميليشيات ب"القضاء" على اي قوات تدخل في منطقة تيمور الغربية. وأوضح كوسغروف ان توسيع انتشار "انترفت" الى "الجزء الغربي من تيمور الشرقية يعتبر دليلا على وضوح التفويض الممنوح لنا وباننا مرغمون على تأمين الحماية لجميع السكان في تيمور الشرقية". واقامت الوحدة الاسترالية مركزاً للقيادة في الحصن البرتغالي القديم الذي يشرف على مدينة باليبو القريبة من الحدود. وفي جاكارتا، أعلن أحد السياسيين البارزين ان المجلس الاستشاري الشعبي البرلمان سينتخب رئيساً في 20 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وأعلن سلامات افندي يوسف مساعد رئيس حزب غولكار الحاكم هذا القرار الذي اتخذه معظم الاحزاب السياسية. وقال سابام سيراييت من الحزب الديموقراطي الاندونيسي المعارض الذي يملك اكبر عدد من المقاعد في البرلمان "اتفقنا على انه من الملح ان يكون للبلاد رئيس شرعي". وكان الحزب الديموقراطي الاندونيسي الذي تعتبر زعيمته ميغاواتي سوكارنوبوتري الاوفر حظا في المنافسة على الرئاسة طالب بتعديل الجدول الزمني الاصلي. وأضاف الحزب ان انتخاب الرئيس يجب ان لا يتم قبل منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأكد اكبر تانيونغ رئيس حزب غولكار ومرشحه حالياً هو الرئيس يوسف حبيبي ان معظم المجموعات السياسية اتفق على عقد الجلسة البرلمانية في الاسابيع الثلاثة المقبلة. واستنادا الى الجدول الزمني الجديد سيضع البرلمان قبل الاحد قواعد وترتيبات انتخاب الرئيس ونائبه. وبين 5 و14 من الشهر الجاري ستكلف لجنة عمل وضع الاتجاهات السياسية لاندونيسيا للسنوات الخمس المقبلة. وفي 15 من الشهر الجاري سيقدم الرئيس يوسف حبيبي حصيلة بنشاطاته ليصوت عليها لاحقا بعد مناقشتها. وفي حال رفض البرلمان الحصيلة الرئاسية لن يتمكن الرئيس المنتهية ولايته من ترشيح نفسه لولاية ثانية.