تبدأ غداً اعمال الدورة الحادية عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الذي يقام مرة كل عامين، ويختتم هذا العام يوم السادس من الشهر المقبل. في هذه الدورة يشارك في المسابقة الرسمية للافلام الطويلة 18 فيلماً من 16 دولة هي كولومبيا، فنزويلا، تشيلي، الهند، الصين، اليابان، ماليزيا، ايران، الفيليبين، تونس، المغرب، السودان، الجزائر، مصر، لبنان، سورية، التي يشارك فيها فيلما "تراب الغرباء" و"نسيم الروح" اللذان شاركا معاً في مهرجان القاهرة في العام الفائت. ويشارك من لبنان فيلم "اشباح بيروت" لغسان سلهب ومن مصر يشارك فيلم "جنة الشياطين" لأسامة فوزي و"كوكب الشرق" لمحمد فاضل. اما من الجزائر فيأتي "المقاومون" ليحيى دبّوب. ومن السودان "بركة الشيخ" لجادالله جبارة. ومن المغرب "نساء ونساء" لسعد الشرايبي ومن تونس "غدوة نحترق" لمحمد بن اسماعيل اضافة الى هذه الافلام العربية هناك "الحب الضائع" لسعيد اسعدي من ايران، و"البطل" ليوي بن حاجي شاريعي من ماليزيا و"الهاجس" لشجني اوياما من اليابان. و"وادي النهر الاحمر" من الصين لفينغ تشياوننغ، و"تاي صاحب" من الهند لفيريش كازار آفالي، و"الانتقام" لاندريه وود من تشيلي و"لصوص صغار، لصوص كبار" من اخراج الخاندرو سادرمان فنزويلا، و"الدين" لنيكولاس بوينا فينتورا من كولومبيا. ويشارك في مسابقة الافلام القصيرة 15 فيلماً من 9 دول. يتضمن المهرجان تظاهرات عديدة لعلّ جديدها هو تظاهرة: "السينما خلال قرن" التي تعرض حوالى 40 فيلماً من تاريخ السينما. كما ان هناك تظاهرة "نظرة الى المهرجانات الاخرى" وتظاهرة "السينما الصينية الحديثة". وتظاهرة "مختارات من السينما السورية" التي تضم خمسة وعشرين فيلماً روائياً طويلاً. وتتألف لجنة التحكيم من المخرجة الصينية هوانغ سوكين رئيسة، والمخرج الفنزويلي رومان تشالباو والباحث السينمائي السويسري مارتين جيرو والمخرج الالماني مانفريد فوس، والمخرج العراقي قيس الزبيدي والمخرج اللبناني برهان علوية والممثلة المصرية آثار الحكيم، والممثلة السورية ثناء دبسي وكاتب السيناريو السوري محمود عبدالواحد. ويحضر المهرجان عدد من النجوم ومنهم حسين فهمي ونجلاء فتحي ويوسف شعبان ولبلبة. وقد صدرت للمناسبة كما جرت عليه العادة قبل كل مهرجان مجموعة من الكرّاسات السينمائية التخصصية وعدد خاص من مجلة "الحياة السينمائية". كما يكّرم مهرجان دمشق في دورته الحالية عدداً من المبدعين ومنهم: المخرج توفيق صالح، المخرج برهان علوية، المخرج محمد ملص، المخرج عبداللطيف عبدالحميد. اما فيلم الافتتاح فهو "عرق البلح" لرضوان الكاشف الذي تم عرضه خلال احتفال يُشرف عليه المسرحي عجاج سليم. بمناسبة انعقاد الدورة الحادية عشرة للمهرجان التقت "الحياة" المخرج مروان حداد مدير مهرجان دمشق السينمائي، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما بدمشق وكان لنا معه هذا الحوار حول المهرجان وجديده: نود الاستفسار عن الاضافات على المهرجان السابق وما هي اعتبارات انتقاء الافلام؟ - كون هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائي هي الدورة الاخيرة خلال القرن الحالي، كانت هناك رغبة في القاء نظرة عبر هذا القرن الذي مضى على ميلاد السينما. في هذا الاطار، كان التفكير بأن تكون الدورة غنية بالافلام، بمعنى ان تمثل تظاهراتها المتنوعة، وقدر المستطاع، مختارات عديدة ومتنوعة من حيث التوجهات ومن حيث المراحل التاريخية والتيارات والاشكال والمدارس السينمائية، انطلاقاً من ان مهرجان دمشق السينمائي يؤكد باستمرار على هويته الثقافية، اي التعامل مع السينما كأداة معرفة وثقافة، وايضاً تجسيداً لشعار المهرجان "سينما من اجل التقدم والتحرّر" بعيداً عن المفهوم الشعاراتي بل تأكيد لمفهومنا، بأن السينما مثل سائر الفنون، يجب ان تكون من اجل خير الانسان وتقدمه وتحرره ومساعدته على تحقيق اسباب تطوره واغنائه وجدانياً ومعرفياً وجمالياً. سعينا الى تقديم افلام كثيرة هامة من العديد من دول العالم التي شهدت ومنذ بدايات الفن السينمائي انجازات سينمائية كان لها وباستمرار دور في تطور هذا الفن والارتقاء به. والى جانب الاختيارات النوعية، بذلنا جهوداً حثيثة لتحقيق وفرة في كميّة الافلام المستقدمة لتحقيق ما يشبه عيداً سينمائياً نتوّج به الايام الاخيرة من هذا القرن. ما هي اعتبارات انتقاء لجنة التحكيم؟ - درج المهرجان ومنذ دورات عديدة على التدقيق في كيفية اختيار لجان التحكيم بصورة تعكس توجّه المهرجان المعرفي والثقافي وهويته البعيدة عن التوجهات الاستهلاكية، فاختار دائماً شخصيات سينمائية وثقافية ذات اهمية وقيمة دولية في لجان تحكيمية، ما اسهم باستمرار في تحقيق مصداقية للمهرجان، تؤكد ان المشاركة في مسابقاته هي مشاركة تتوفر لها شروط التعامل الجاد والنزيه، وكذلك شروط التقويم الصحيح وذي السوية الفكرية والفنية، وهذا شجع دورةً بعد اخرى على الاقبال على المشاركة في مسابقات المهرجان، وعلى تصنيفه من قبل شخصيات سينمائية ذات وزن عالمي، على انه واحد من اهم المهرجانات السينمائية التي تقام في العالم الثالث واكثرها رصانةً ومصداقية. ما هي المفاجأة النوعية التي يقدمها المهرجان لجمهوره النوعي؟ - أعتبر ان المفاجأة الاكثر اهمية هي ما حققناه عبر جهود بُذلت خلال اشهر طويلة في الاعداد للتظاهرة التي دعوناها: "السينما في قرن". ليست هناك اية امكانية لأي متابع للسينما ان يجد امامه نحو 35 فيلماً من مختلف انحاء العالم وعبر مراحل تاريخية، بدءاً من بدايات السينما وحتى هذه الايام مبرمجة وفي متناول المتابعة وفي فترة لا تزيد عن ثمانية ايام مما يشكّل استعادة مكثفة وغنية لمن له علاقة وثيقة بالسينما، وفرصة خاصة جداً للتواصل مع علامات هامة في تاريخ السينما للهاوي الذي لم تكن امامه فرصٌُ كافية للتواصل مع هذه الانجازات السينمائية الهامة. وكأننا قد استعدنا ارشيفاً سينمائياً سينماتيك لتوفير فرصة غنية لتقديم هذا الزاد السينمائي الغني المتميز. كيف سيتم توزيع الافلام على الصالات في دمشق؟ - سنحتاج هذه المرة الى مزيد من الصالات وقد اعددنا وقبل وقتٍ كافٍ لاستيعاب التظاهرات المتنوعة. وبُذلت جهود طيبة ودؤوبة لتحقيق برمجة ملائمة تتيح فرصاً صحيحة لمتابعة العروض قدر الامكان، بغرض عدم تفويت الفرصة على اي مهتم، او متابع لمشاهدة ومتابعة اكبر عدد ممكن من الافلام في مختلف التظاهرات ومختلف الصالات. هل تقتصر العروض على مدينة دمشق؟ - من خلال النظام الاساسي للمهرجان، نُرتب عروضاً لمختارات من الافلام المشاركة في بعض المحافظات والمدن السورية الاخرى. وهذا يعني اننا نقوم بذلك بالاتفاق مع الجهات المشاركة، والتي تكون قد اطلعت بشكل دقيق وواضح على نظام المهرجان. ماذا نتوقع ان نشاهد في المهرجان القادم من انتاجات السينما السورية اي في 2001؟ - لدى المؤسسة العامة للسينما حالياً عدة مشاريع لأفلام، بعضها بدأ فعلاً بأعمال التحضير، وأشير بشكل خاص الى مشروع متميز للمخرج اسامة محمد بعنوان "صندوق الدنيا". وهو حالياً يتابع اعمال اختيار اماكن التصوير. فضلاً عن مشاريع اخرى يجري العمل عليها في مراحل مختلفة.