راوحت أزمة خطف الرهائن الألمان في اليمن مكانها للاسبوع الرابع على التوالي، وحصلت "الحياة" على رسالة من الخاطفين موجهة الى السفيرة الالمانية في صنعاء هيلغا جيروغروفيتش يشرحون فيها موقفهم وتبدو كأنها "خطاب سياسي" أكثر منها "رسالة مطالب". وكانت عناصر مسلحة من قبيلة بني ضبيان في منطقة خولان جنوب شرقي صنعاء خطفت في السادس من الشهر الجاري أربعة سياح ألمان رجل وثلاث نساء. وفيما استنكر ابناء القبيلة عملية الخطف وتحول معظم وجهائها الى وسطاء لإنهاء احتجاز الرهائن "بسلام"، حملت الحكومة اليمنية ابناء القبيلة مسؤولية العملية وعززت اجراءاتها الأمنية والعسكرية في المنطقة استعداداً لعملية تهدف الى اطلاق الرهائن واعتقال الخاطفين. ويتنقل الخاطفون مع رهائنهم من مكان الى آخر مصرين على مطالبهم، التي تتمثل، الى جانب مطالب خاصة لم يكشف عنها، في اقامة مشاريع خدمات وسدود في المنطقة وتقديم منح دراسية وتأمين وظائف عسكرية ومدنية ومقاعد في الكليات العسكرية والجامعات لأبناء القبيلة، اضافة الى تقديم معونات مالية لآلاف الأسر والشهداء من ابناء القبيلة. وأكد الخاطفون في رسالتهم، المكتوبة بخط اليد، الى السفيرة الالمانية ان عملية الخطف وصفت في الرسالة باستضافة ترجع الى أسباب تتعلق بالحكومة اليمنية تحديداً وليس هناك أي دافع يتعلق بألمانيا. وجاء في الرسالة ما يشبه "الخطاب السياسي" الذي ينتقد الحكومة، مثل ان منطقة بني ضبيان "لا تزال تعيش حياة عصور الظلام والاقطاع الاجتماعي". واضافت: "البنين والبنات في منطقتنا محرومون من الدراسة والرعاية الصحية، الأمية متفشية بنسبة مئة في المئة بين النساء و95 في المئة بين الرجال، وفقراء منطقتنا محرومون من الضمان الاجتماعي ... منطقتنا خارج خطط الدولة التنموية والأمنية والاجتماعية منذ الثورة عام 1962. ولأسباب تتعلق بظلمنا من الحكومة التي لم تسمع شكوانا المتكررة ... اضطررنا آسفين لأن نستضيف الألمان الأربعة في منطقتنا". وعلمت "الحياة" ان السلطات اليمنية احتجت لدى السفيرة الالمانية على ما وصفته بالتخاطب مع الخاطفين من دون علم الحكومة مما عرقل اطلاق الرهائن.