تعرض الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي عشية الزيارة التي يبدأها اليوم لباريس في اطار تعزيز سياسته الانفتاحية، لهجوم عنيف، فيما كشف مستشاره عبدالله نوري انه تعرض للاستجواب 20 مرة امام محكمة رجال الدين. راجع ص ووجه الأمين العام لرابطة "علماء الدين المجاهدين" رجل الدين المحافظ آية الله مهدوي كني، انتقادات الى خاتمي، ورأى ان رئيس الجمهورية لايعتبر من اركان النظام، مشدداً على "الركن الثابت ولاية الفقيه". الى ذلك، جدد نوري عزمه على خوض الانتخابات البرلمانية في شباط فبراير المقبل، وقال امام آلاف من طلاب جامعة طهران امس: "لا يمنعني شيء من الكلام والعمل، سوى أن اكون داخل السجن". وكشف ان محكمة رجال الدين استجوبته اكثر من عشرين مرة، فيما نجحت "مفاوضات اللحظة الأخيرة" في تأجيل محاكمته التي كانت مقررة اليوم الى السبت، كي لا تتزامن مع بدء زيارة خاتمي لفرنسا. وقال نوري امام آلاف من الطلاب في جامعة طهران امس أن محاكمته هي بمثابة "محاكمة لفكر الإصلاحيين وسياستهم". وأشار إلى سقوط رجال الدين المسيحيين في القرون الوسطى لأنهم منعوا العلماء والمفكرين والنقاد من إبداء رأيهم. وقارن بين ما يحدث له ولأمثاله في إيران اليوم وبين تلك الحقبة، وقال: "أدعو الله ألا نُكرر تجربة القرون الوسطى". ويواجه نوري اتهامات ب"التآمر وإهانة المقدسات والدعوة الى علاقات مع اسرائيل واميركا" في مايعتبره الاصلاحيون اخطر ما وجه الى رجل دين في ايران بعد الثورة. ونبه الى تفاقم الخلاف بين الإصلاحيين والمحافظين داعياً إلى "حوار بين فئات المجتمع قبل حوار الحضارات". وتابع أن "المحافظين يصنّفون الناس درجات ويضعون لهم خطوطاً حمراً، ونحن نؤكد أن الحكم للشعب والانتخابات هي الطريق الصحيح، وهناك قراءات متعددة للدين". وأنكر على المتشددين "سوق الناس الى الدين بالإكراه"، مؤكداً أن السلطة يجب أن تكون في خدمة وسائل الإعلام التي تمثل الرأي العام وليس العكس. ويعتبر الإصلاحيون أن محاكمة نوري التي أجّلت للمرة الثانية، تهدف إلى تقويض سياسة الإصلاحيين، على الصعيدين الخارجي والداخلي. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "نوري سيدافع عن الإصلاح والإصلاحيين، وستكون محاكمته دعاية انتخابية مجانية لهم، خصوصاً أن المحاكمة ستكون علنية وستبث عبر الإذاعة والتلفزيون على الأرجح". وذكر وزير الداخلية موسوي لاري أن المحاكمة ستعكس وجهات النظر المختلفة في المجتمع وتعد الأهم بعد الثورة سنة 1979. في باريس أ ف ب، تعهد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اجراء "حوار صريح جدا ومباشر" مع الرئيس الايراني. وأعلن، امام مجلس النواب الفرنسي "اننا واعون تماما وحذرون جدا فنحن نعلم مدى عنف الصراعات في هذا البلد ونرى انه من المفيد بالنسبة الى مجمل المنطقة ان يتم هذا الحوار الذي سيكون، صدقوني، صريحا جدا ومباشرا". وشدد فيدرين على حرصه وقلقه على مصير الطلاب الايرانيين الذين تظاهروا في تموز يوليو الماضي ومصير اليهود ال13 "المتهمين بالتجسس وهو ما لا نراه قابلاً للتصديق". وأوضح فيدرين ان "ايا من هذه القضايا ستشهد تقدما اذا رفضنا اجراء حوار خلال القمة والتباحث مع خاتمي الذي اختاره الناخبون الايرانيون خلال انتخابات لا التباس فيها ضد مؤيدي النهج السابق للثورة الاسلامية". وأضاف ان "خاتمي انتخب من قبل غالبية من النساء والشباب ينتظرون انفتاحاً تحول دونه الاعمال التي تشهدها البلاد باستمرار خصوصاً على الصعيد القضائي والشرطة". ومن المقرر ان يجري خاتمي في باريس محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان، بالاضافة الى مشاركته في المؤتمر العام ل"اليونيسكو". وهي الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس ايراني لفرنسا منذ الثورة الاسلامية في ايران في العام 1979 .