طهران - أ ف ب، رويترز - دعا الرئيس الإيراني محمد خاتمي الإيرانيين إلى التسامح مع الآراء المعارضة والتحلي بروح الوحدة والفريق الواحد، فيما أكد رئيس بلدية طهران الاصلاحي غلام الدين كرباستشي أثناء جلسة محاكمته أمس ان أحد مساعديه تعرض للضرب في التعذيب في السجن، معترفاً بأنه ساهم في تمويل الحملة الانتخابية لخاتمي في العام الماضي، لكنه نفى بشدة أي طابع غير مشروع لهذه المساهمة. وانتهز خاتمي، الذي يواجه مقاومة من المحافظين ذوي النفوذ القوي، فرصة حفلة التكريم اقيمت لمنتخب إيران لكرة القدم بعد عودته من فرنسا للشكوى من أن المجتمع الإيراني يفتقر إلى التسامح مع الآراء المعارضة. ونقلت صحيفة "طهران تايمز" أمس الأحد عن خاتمي قوله: "لم نستطع مساعدة بعضنا البعض في إقامة نظام مرغوب فيه، لأننا للأسف لسنا متسامحين". وقال إن هذا الافتقار إلى التسامح يعود إلى "مرض تاريخي" ينبع من غياب حرية الإرادة في البلاد حتى الثورة الإسلامية في 1979. وقال خاتمي إن المجتمع الإيراني يجب أن يستخلص دروساً من فريق كرة القدم الناجح الذي عمل بروح الفريق تجاه تحقيق هدف مشترك. وأضاف أثناء حفلة تكريم الفريق ومدربيه أول من أمس ان المنتخب الوطني "رفع رأس الأمة بإدائه النظيف وتمتعه بروح الفريق". في غضون ذلك، قال كرباستشي أثناء الجلسة الخامسة من محاكمته بتهمة الفساد "كل ما فعلته كان مشروعاً تماماً والاتهامات التي يستند اليها القضاء انتزعت تحت التعذيب وبالقوة". ويتهم القضاء كرباستشي بأنه أمر مساعده كمال عظيمي - نيا بجمع أموال لتمويل الحملة الانتخابية لعدد من المرشحين المعتدلين أثناء الانتخابات التشريعية في 1996 والحملة الانتخابية لخاتمي في أيار مايو 1997. وأضاف كرباستشي الذي تجادل بحدة مرات مع قاضي المحكمة حجة الاسلام غلام حسين محسني ايجاي ان "عظيمي - نيا تعرض للضرب والجلد في السجن طيلة 50 يوماً ولم يكن قادراً حتى على السير، فكيف تريدون ان تكون أقواله مستندة الى حقائق؟". ويتوقع أن تستمر المحاكمة، التي بدأت في 7 حزيران يونيو الماضي والتي تنقل الاذاعة والتلفزيون وقائعها كاملة، أسابيع عدة. وحدد موعد الجلسة المقبلة الخميس المقبل. ووصف رئيس بلدية طهران تهم الاختلاس والاحتيال وسوء الادارة والكسب غير المشروع والاستبداد الموجهة اليه مجدداً بأنها "محض أكاذيب". وأفادت مصادر قضائية أن كرباستشي اوقف عن ممارسة مهماته أثناء مدة المحاكمة وسيبقى طليقاً تحت الرقابة القضائية. واستناداً إلى لائحة الاتهام التي قرأها القاضي، فإن كرباستشي طلب من اصحاب مشاريع ومقاولين بناء مبلغ 6،2 مليار ريال نحو مليون دولار بالسعر الرسمي لتمويل حملة خاتمي الانتخابية وحملة مرشحين معتدلين أعضاء في حركة كارغوزاران التكنوقراطيون الاصلاحيون. وأكد بهمان كيشافارز أحد المحامين الذين يتولون الدفاع عن كرباستشي أن "هذه المحاكمة ليست كغيرها من المحاكمات لأن هناك هيئة محلفين من ستين مليون شخص"، في اشارة إلى الشعب الايراني الذي يتابع المحاكمة باهتمام بالغ منذ شهر. وكرر كرباستشي، وهو أحد أبرز أنصار خاتمي، اتهامه للقضاء بالخضوع لسلطة المحافظين وبأن محاكمته سياسية. إلى ذلك، شكك كرباستشي في "صحة الاجراء القضائي" الذي اخضع له. وتوجه مرات عدة الى القاضي بالقول "أطلب اليكم مرة أخرى احترام الاجراء القانوني وعدم التحدث هنا إلا عن الاتهامات التي سبق أن أبلغت بها". واتهم كرباستشي الخصم الرئيسي للرئيس خاتمي أثناء الانتخابات الرئاسية رئيس مجلس الشورى علي اكبر ناطق نوري بأنه مول حملته الانتخابية من أمول "البازار"، وهي السوق القوية للتجارة التقليدية في ايران. وطلب حجة الإسلام ايجاي الذي بدا عليه أحياناً الاستياء من أقوال رئيس بلدية طهران من كرباستشي "عدم الخروج عن الموضوع والسعي إلى تسييس المحاكمة"