مسقط - "الحياة" - تدخل جولة السلطان قابوس بن سعيد في ولايات السلطنة اسبوعها الثاني وسط حفاوة شعبية. وعبر سنوات حكمه الذي بدأ عام 1970 يحرص السلطان قابوس على مثل هذه الجولات السنوية التي ترافقه فيها قافلة كبيرة تضم حوالي 15 وزيراً ومستشاراً تمر في ولايات مختلفة كل سنة، ولها محطات معروفة في المناطق والمحافظات تسمى "مخيمات". وأطلق قابوس على الأراضي التي تقع عليها المخيمات أسماء مثل "سيح الخيرات" و"سيح المسرات" و"سيح البشائر"، ويتوافد المواطنون اليها في جو احتفالي، إذ يخرج السلطان اليهم وهو يقود سيارته من دون حرس أو مرافقين، متنقلاً بين القرى والولايات القريبة الى المخيم. ولم يعد مشهد السلطان بسيارته يتحدث مع عجوز، أو يطلب من احد المواطنين مرافقته في السيارة امراً غريباً على العمانيين. ومن ابرز مظاهر الجولات السنوية ذلك اللقاء الموسع المفتوح وسط الصحراء، حيث يقتعد السلطان قابوس كرسياً خشبياً متحدثاً إلى الآلاف من الحاضرين، عن القضايا التي تهم البلاد وبينها قضايا "التعمين" والعمل والاهتمام بمصادر الثروة المائية والحض على العمل من دون الترفع عن بعض المهن، ومن ثم ينصت قابوس للمواطنين الذين يتحدثون عن مطالبهم. وتكتسب الجولة الجديدة اهمية بالنسبة الى العماني كونها اطول الجولات، وهي عادة تستمر شهراً ولكن يتوقع ان تستمر هذه السنة حتى عيد الفطر. وتتزامن مع تدشين العديد من المشاريع الاقتصادية المهمة كميناء صحار ومشروع الغاز في صور، الذي سيبدأ تشغيله في كانون الأول ديسمبر المقبل بتكلفة بلغت 1.4 بليون دولار، وتصدر أول شحنة إلى كوريا الجنوبية. كذلك تتزامن الجولة مع استكمال وضع القوانين والأسس المؤطرة لمسيرة الدولة كالقانون المدني والنظام الأساسي للدولة، وهو بمثابة الدستور المنظم للعلاقات داخل انظمة الحكم والحكومة والبلد. ويمكن ايجاز اهداف الجولة السلطانية في الآتي: - تحقيق الشفافية بين السلطان قابوس ووزرائه من جهة وبين المواطنين من جهة اخرى، بلقاءات داخل مناطقهم ومن دون أي قيود رسمية. - اطلاع قابوس على احوال شعبه وسير عجلة التنمية ومدى تحقيقها اهدافها، اضافة الى التعرف على وجهات نظر شيوخ القبائل والوجهاء حيال متطلبات المرحلة المقبلة والمشاركة في التخطيط بحسب الاولويات والامكانيات. التعريف بسياسات الحكومة والقضايا التي تتطلب اهتماماً كالتعليم والعمل والادخار والمشاريع الاقتصادية التي يمولها صندوق الشباب، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية الحساسة، وشرح اهداف المشاريع المنفذة وضرورة التفاعل معها. - اتاحة تواصل مباشر بين الوزراء المرافقين للسلطان والمواطنين الذين لن تكون امامهم عقبة للقاء الوزير المختص وطرح المطالب. ويقوم الوزراء المرافقون لقابوس بجولات تفقدية على المناطق السكنية القريبة الى "المخيمات" للاطلاع على مطالب الناس ومشاكلهم التي يحددونها عادة في رسائل موجهة الى قابوس شخصياً ويتولى ديوان البلاط السلطاني النظر في تلك المطالب. وكان السيد يوسف بن حمد البوسعيدي وزير ديوان البلاط اعتبر جولة هذه السنة مميزة، مشيراً الى ان التعليم "كان ولا يزال أهم اسلحة عمان في معركة التنمية لدخول الالفية الثالثة". وأشاد ببدء تأسيس اول جامعة خاصة في السلطنة في محافظة ظفار.