بعد مضي عشر سنوات على إطلاق الماركة النخبوية التي شكك بعضهم بحظوظ إستمرارها آنذاك، تبدو لكزس اليوم على عتبة نقلة نوعية-جغرافية جديدة، بعد إطمئنانها الى رسوخها في السوق الأميركية. فبعدما نجحت الماركة التي راهنت شركتها الأم تويوتا على السوق الأميركية تحديداً لإطلاقها منها في 1989، يبدو لكزس "سبورتس كوبيه" اليوم أكثر من مجرّد نموذج جديد: بل هو رسالة ثانية. لتكون هناك رسالة ثانية، لا بد من رسالة أولى. تلك كانت في لكزس "إل إس 400" التي قرعت باب صانعي السيارات الفخمة العليا، مرسيدس-بنز وبي إم ف وكاديلاك ولنكولن وجاغوار. لم تتطرّق تلك الرسالة إلا الى موضوع واحد: قطاع سيارات الصالون النخبوية العليا. صحيح أن موديلات كوبيه عدّة إشتُقّت الى جانبه لتنشيط صورته آنذاك، قبل توسيع القطر التسويقي بموديلات الدفع الرباعي المشتقة عن موديلات تويوتا، ثم نزولاً نحو القطاع التالي، قطاع السيارات الكبيرة المصنّفة "تنفيذية"، مع "جي إس 300"، لكن نخبوية لكزس لم تتخطَ عتبة مستوى صالون "إل إس 400" صعوداً، ما يبدو إقتضاء تجاوزه اليوم بالرسالة الثانية: "سبورتس كوبيه". قد يتمثّل العنوان الأول للرسالة في نية الماركة اليابانية الرد على طموحات مجموعات فردينان بيش فولكسفاغن ويورغن شرمب ديملركرايسلر ويواكيم ميلبرغ بي إم ف، بأن الصعود فوق القطاعات الفخمة العليا التقليدية لن يبقى حكراً عليهم. ألم يحن الوقت فعلاً لتنافس لكزس موديلات مثل "سي إل" لدى مرسيدس-بنز، و"زد 8" لدى بي إم ف، أو تلك التي ستكر من مسبحة فولكسفاغن لاحقاً تحت تسميات ماركاتها بنتلي وبوغاتي ولامبورغيني؟ وإن دل حجم "سبورتس كوبيه" المجهز بمحرّك ذي ثماني أسطوانات V، وغنى مقصورته المتسعة لأربعة ركاب مساحة متواضعة في المؤخّر في جو غني بالجلد والخشب، تحت سقف الألومينيوم القابل للكشف شقّاً قبل الإنطواء في الصندوق مثل مرسيدس-بنز "إس إل كاي" وكوبيه بيجو "206" المقبل، على نية تحقيق قفزة الى أعلى في الشق الرياضي من السيارات الفخمة العليا، يمكن النظر الى الخطوة أيضاً كنقلة ترمي الى رفع مستوى صورة الماركة في أوروبا التي لم تخترقها الماركة كما فعلت في السوق الأميركية حيث نمت مبيعاتها من 98 ألف وحدة في 1997 الى 156 ألفاً في 1998. بصورة موديل مثل "سبورتس كوبيه" الذي صممه اليوناني سوتيريس كوفوس 34 عاماً، صمم تويوتا "ياريس" الصغيرة، ودرس علم الإجتماع في أثينا قبل درس تصميم السيارات في المعهد الفني الملكي في لندنو يمكن للكزس مخاطبة الماركات الألمانية من مسافة أقرب. أما النقلة الجغرافية فستكون أوروبا ميدانها، قبل التفكير بإنتاج موديل مثل "سبورتس كوبيه"، نظراً خصوصاً الى محدودية مبيعات هذه الموديلات أساساً يُستبعد عدم إنتاجه لأنه لا يبدو كمجرّد عرض للفت النظر، بل كموديل له مكانه تماماً في تشكيلة الماركة. ففي أوروبا سيبدأ تسويق موديل "آر إكس 300" الرباعي الدفع شقيق موديل تويوتا المباع في اليابان تحت تسمية "هاريير" الخريف المقبل، بعد نجاحه تماماً في أميركا الشمالية حيث ساهم الى حد كبير في قفزة مبيعات لكزس بيعت منه هناك أكثر من 42 ألف وحدة العام الماضي، لإكمال خطة تويوتا الرامية الى منافسة الأوروبيين في قارتهم بموديلات تغطي القطاعات الفخمة العليا إل إس 400 والكبيرة "جي إس 300"، شقيق تويوتا "أرسطو" والمتوسطة-الكبيرة حتى إي إس 200. بموديل مثل "سبورتس كوبيه"، يمكن لتويوتا أن توصل صورة لكزس الى مستوى الصانعين الألمان حالياً، لإستغلالها في أي مكان في العالم، بينما تدعم موديلاتها الصالون في أوروبا برباعي الدفع "آر إكس 300". لكن السؤال الذي قد يُطرح قبل إطلاق السيارة، هذا إذا تقرر إنتاجها، فهو عن الموديلات الأخرى التي قد تكون تويوتا في طور إعدادها اليوم لمنافسة عروض أخرى مقبلة لدى الألمان في قطاعات أعلى، أي في منافسة أقوى العروض التي عُرِفَت حتى اليوم تحت أسماء ماركات مثل فيراري، مثل مرسيدس-بنز "إس إل آر" التي ستُنتج مع ماركلارن، أو بي إم ف "زد 9"، أو العروض الأخرى التي ستطل حتماً تحت ماركات لامبورغيني وبوغاتي وبينتلي لدى فولكسفاغن. لا بد أن يكون لتويوتا رأيها في الموضوع.