أدى خلاف بين أطراف المعارضة السودانية في شأن المبادرة العربية لبدء حوار مباشر مع الحكومة السودانية لتحقيق المصالحة ، الى إرجاء قادة المعارضة السودانية تسمية أعضاء وفدهم الى هذه المفاوضات الى حين "التشاور مع قادة المعارضة في الداخل". وأبدت مصادر مصرية معنية بملف السودان عدم رضاها عن نتائج إجتماعات القاهرة التي كان الوسيطان المصري والليبي يدفعان فيها باتجاه تسمية الوفد المعارض لتحقيق تحرك عاجل في مبادرتهما. وردت مصادر سودانية مطلعة على سير المفاوضات في اتصال أجرته معها "الحياة" من لندن الخلاف الذي بات يهدد بفشل المبادرة المصرية - الليبية الى "رفض الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق تزامن المبادرة العربية مع المبادرة الافريقية" التي ترعاها دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد. واضافت أن حركة قرنق وفصائل صغيرة أخرى باتت تفضل تجاوز المبادرة العربية بالكامل. وقالت مصادر مصرية معنية بالملف السوداني ل"الحياة": "كنا نأمل بأن تجتمع اللجنة التحضيرية قريبا في القاهرة". لكن وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بدا أكثر ديبلوماسية في توضيح الموقف المصري إذ قال أمس: "لم نطلب لكننا سنرحب بدمج المبادرتين إذا كان ذلك يحظى بموافقة كل الاطراف". وأوضح أن لقاءه ونظيره السوداني السيد مصطفى عثمان إسماعيل المقرر السبت والذي كان يفترض أن يتم بعد تسمية الوفد المعارض الى الاجتماع التحضيري الى مؤتمر المصالحة "قائم، وسيبحث في كل هذه الامور وكيفية التعاطي معها في ضوء القرارات التي إتخذتها المعارضة". وكان مقررا أن يصدر مساء أمس البيان الختامي لاجتماع القاهرة الذي استمر يومين وشهد خلافات حادة إلا أن مشاكل في الصيغة النهائية وتحفظات من حركة قرنق عن عدم تضمين حق تقرير المصير للجنوب في البيان أدت الى تأخير جديد.وقالت المعارضة السودانية انها تؤيد المبادرة المصرية - الليبية وتتمسك بالحوار من أجل إيجاد حل سياسي للمشكلة السودانية، لكنها طلبت من الوسيطين مهلة للعودة الى قواعدها في داخل السودان قبل تقديم اسماء ممثليها الخمسة الى اللجنة التحضيرية. يذكر أن الحكومة السودانية سلمت الوسيطين أسماء ممثليها برئاسة وزير الاعلام غازي صلاح الدين. ونجحت تدخلات وإتصالات تمت يومي الاربعاء والخميس مع قرنق في حلحلة موقفه الذي يفضل المبادرة الافريقية وحصلت على موافقته على إرجاء جولة مفاوضاته المقبلة مع الحكومة السودانية الى ما بعد اجتماع هيئة قيادة المعارضة في كمبالا منتصف الشهر المقبل. وأكدت فصائل المعارضة ضرورة التنسيق بين المبادرتين العربية والافريقية وأعربت عن تفهمها لوجهة نظر المتمردين الجنوبيين في شأن صعوبة التفاوض على مسارين في وقت واحد. وتوصلت إجتماعات جانبية الى حل وسط في شأن الخلافات يقضي بالموافقة على تشكيل اللجنة وإرجاء تسميتها.وتعهدت اللجنة الخماسية إبلاغ الوسيطين المصري والليبي بالأسماء خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.