عادت الى القاهرة امس طائرة مدنية مصرية كانت تقوم برحلة عادية من اسطنبول الى القاهرة حين خطفها احد الركاب وحول مسارها الى هامبورغ حيث اعتقلته السلطات الالمانية. وعاد على متن الطائرة 33 راكباً وتسعة من افراد طاقمها واثنان من موظفي الامن. وتخلف 12 راكباً في هامبورغ. ساد تضارب شديد في الروايات في شأن جنسية خاطف الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران" يوم الثلثاء الماضي. وفي حين أجمعت الصحف المصرية الصادرة أمس على أن الجاني مصري الجنسية، ذكر كل منها اسماً مختلفاً للخاطف ولم يصدر عن وزارة الداخلية أو أي جهة رسمية أي بيان أو تصريح عن الموضوع، وأوضحت مصادر مطلعة أن الجهات الرسمية "غير معنية بالتكهنات". وذكرت أن اتصالات تجرى مع السلطات الألمانية لمتابعة التحقيقات التي تجرى مع الجاني. وأكد وزير النقل الدكتور ابراهيم الدميري ان جنسية الجاني "لم تحدد بعد"، مشيرا الى انه "كان يحمل وثيقة سفر مزقها قبل مغادرته الطائرة"، في حين أشار مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية السفير عاصم مجاهد أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت السلطات الألمانية ستسلم خاطف الطائرة الى بلده أو ستبقيه. وأكد أن مصر "لم تتقدم حتى الآن بأي طلب لتسلمه". وتناول مجاهد التضارب في المعلومات في شأن جنسية الجاني قائلاًَ ان "كل ما قيل عن جنسيته مجرد أنباء متضاربة والسلطات الألمانية لا تريد أن تدلي بمعلومات عن شخصيته الى حين انتهاء التحقيقات معه". وأوضح الى أن القنصل المصري العام في هامبورغ السفيرة منى سعودي تتابع التحقيقات هناك. واستبعد قائد الطائرة حازم العبادي أن يكون الجاني مختلاً عقلياً، وأكد أن "تصرفاته كانت محسوبة وعكست وعيه بما أقدم عليه". وروى العبادي للصحافيين وقائع عملية خطف الطائرة. وقال: إنه فوجئ بعد إقلاع الطائرة من مطار اسطنبول مباشرة بشخص دفع باب غرفة القيادة بقوة، وفي يده آلة حادة سارع بوضعها على عنق مساعده بعد ما قام بخنقه بذراعه. ثم تحدث الجاني باللغة الإنكليزية بطلاقة وطلب التوجه بالطائرة الى لندن. واضاف العبادي أنه طلب من الجاني عدم الاعتداء على أي من أفراد الطاقم أو الركاب ووعده بتلبية طلبه، لكنه أشار اليه الى أن الوقود لا يكفي للوصول الى لندن، فسأله الجاني عن أقرب مطار يمكن الهبوط فيه للتزود بالوقود، "وبعد ما علم أنه مطار هامبورغ في ألمانيا لم يعترض". وأكد قائد الطائرة أن الخاطف "كان يعرف ماذا يفعل على عكس ما أشيع عن أنه متخلف عقلياً. بل كان يحسب كل شيء بدقة شديدة وكان هادئ الاعصاب ويتعامل معنا بهدوء ووعي كامل ولم يظهر عليه أي نوع من التوتر". وذكر أن ركاب الطائرة "استجابوا لجميع التعليمات التي طلبت منهم ولم تحدث أي تصرفات فردية إيماناً بضرورة الخضوع للتعليمات في مثل هذه الظروف حرصاً على سلامة الجميع". وفي شأن الملابسات التي صاحبت انتهاء العملية، قال العبادي: "عند هبوط الطائرة في مطار هامبورغ كان المطار مظلماً تماماً مثلما يحدث في هذه الظروف واحيط بالقوات الخاصة الألمانية التي طلبت من الخاطف أن ينزل اثناء سير الطائرة بهدوء على الممر. فقال لي إنه ليس معه أي أموال فاعطيته 100 دولار وقمت بإنزال كابل بلاستيكي خاص بالانزال في حالة الطوارئ بغرفة القيادة فتعلق به وهبط وأخذ يجري في المطار حتى أمكست به القوات الألمانية من دون مقاومة". وذكر أن الخاطف "اصابه خوف وتوتر عندما شاهد مطار هامبورغ مظلماً وتحيط به القوات الألمانية من كل جانب وبدأ ينصاع للتعليمات وعرف أن الموقف اصبح خطراً وان من الممكن اقتحام الطائرة".