قبل أيام قليلة سألنا عدداً من الغارقين في شؤون الكرة السعودية: "هل يستأثر فريق الشباب بالالقاب السعودية المحلية للموسم الجديد 1999-2000 بعد العروض الحلوة التي قدمها في كأس ابطال الاندية العربية في القاهرة ومكنته من إحراز اللقب؟". هناك من اعترف: "الشباب هو الاجمل أداء ويبقى أن يعرف كيف يتعامل مع كل مباراة على حدة". ومن قال: "اداؤه فعال لكن عدد المتربصين بالالقاب المحلية مساوٍ لعدد اصابع اليدين". ورد الهلال بسرعة... إذ جمعه والشباب نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد وحسمه في مصلحته بهدف تمياطي ذهبي. شبابياً، حمّل الجميع المدرب روبرتو كارلوس المسؤولية لأنه زج بكل أساسييه منذ البداية. مثل هذا القول غريب "ربما" فلو أبقى على أحد الأساسيين الى جانبه في بداية اللقاء وخسر فريقه لقال الجميع: "هذا هو الخطأ الذي أدى الى الخسارة". وأخال أن عيب الشباب في الشوط الاول بالذات كان اعتماد خطي الوسط والدفاع على تغذية مهاجميه الشيحان والمهلل بالكرات العالية داخل منطقة الجزاء الهلالية، مع العلم بأن السرعة هي سلاح هذين المهاجمين وليست ضربات الرأس باعتبار أن طول قامة الزامبي ليتانا تساوي طول قامتي الشيحان والمهلل معاً... وكلما أفلتت كرة من ليتانا كان لها الشريدة بالمرصاد. وثغرة الشباب الاولى كمنت في ظهيريه الصدعان والخثران، ولسوء طالع الفريق فإن ظهيره الايمن الدولي الاصلي عبدالله الواكد، وهو أحد أوراقه الرابحة، غاب بداعي الاصابة. وربما كانت عودة سالم سرور من الوسط الى مركز الظهير الايسر أجدى، ولو كان هناك لما أخذ الهويدي راحته كاملة وكأن في بطنه بطيخة صيفي. وهذا يعني أعادة تعزيز خط الوسط، وقد يجد الفريق في فؤاد أنور ضالته من جديد خصوصاً أن كلاً من العويران وسرور لا يستنجد إلا بقدمه اليسرى. وهلالياً نقول مبروك لأنه فرض نفسه بدراً من جديد وقبل العشرين من الشهر. وكم كانت الادارة والمدرب لوري موفقين... فلولا الفوز لصب الجمهور الهلالي الكبير جداً جام غضبه ولتساءل على 16 عموداً وبلكنة عنترة: "ويحكم... كيف طاوعكم ضميركم وركنتم الثنيان والجابر على مقعد الاحتياطيين"... ولنا ان نتخيل ماذا كان يمكن ان يحدث بعد هذا التساؤل لو وقعت الخسارة. الكرة السعودية تجري من دون ان تختار عرسانها إلا في اللحظة الاخيرة. وكذب من قال أنها تسقط صريعة الغرام من النظرة الاولى.