بكين - أ ف ب، رويترز - القت ذكرى مجزرة ساحة تيانانمين بظلالها على القمة الاميركية - الصينية التي انتهت امس في بكين بمناظرة علنية غير مألوفة بين الرئيسين بيل كلينتون وجيانغ زيمين حول موضوع الحريات بثها التلفزيون الصيني مباشرة. راجع ص7 وستدخل القمة التاريخ من دون شك ليس بسبب الاتفاقات التي عقدت خلالها فحسب، بل بسبب المناظرة الطويلة بين الزعيمين التي ارتدت طابع المجاملة شكلاً، في شأن طبيعة التظاهرات المؤيدة للديموقراطية التي جرت في 1989 والتي سحقها الجيش الصيني بعنف، كذلك في شأن مفاهيم متعارضة للبلدين في مجال حقوق الانسان. لكن الحدث الذي يثير دهشة أكبر هو بالتأكيد تمكن الصينيين من ان يتابعوا مباشرة مناظرة عن مجزرة اودت بحياة مئات المعارضين. فللمرة الاولى نقلت القناة الاولى في التلفزيون الحكومي الصيني التي تشد اكبر عدد من المشاهدين، مؤتمرا صحافيا مشتركا بين رئيس صيني وزعيم اجنبي. وللمرة الاولى سمع الصينيون الذين جلسوا مذهولين امام الشاشة الصغيرة رئيس اكبر قوة في العالم يؤكد ان "اللجوء الى القوة والخسائر البشرية المفجعة في الرابع من حزيران يونيو 1989 كان خطأ" ويدعو الى حرية التعبير واقامة الجمعيات وممارسة المعتقد. ويبدو ان الحكومة الاميركية لم تكن تتوقع هدية من هذا النوع من النظام الصيني. فأول من امس قال مايكل ماكاري الناطق باسم كلينتون ان البيت الابيض يأمل بأن ينقل الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الاميركي في جامعة بكين غداً الاثنين مباشرة "ليتمكن الشعب الصيني من الاستماع اليه"، مضيفا انه لا يملك اي ضمانة في هذا الشأن. لكنه قال بعد المؤتمر الصحافي الطويل الذي استمر 70 دقيقة في قصر الشعب في بكين "انها مناقشة مذهلة جدا". وكانت المناظرة التي استغرقت 70 دقيقة افضل برهان على ان الامور تتغير شيئا فشيئا في الصين. فالقادة الصينيون كانوا يعرفون ان كلينتون الذي واجه انتقادات حادة في الولاياتالمتحدة بسبب زيارته للصين، خصوصاً لموافقته على ان تجري مراسم استقباله في ساحة تيانانمين بعد مرور تسعة اعوام على المجزرة، سينتهز اول فرصة ليضع النقاط على الحروف وليؤكد انه كان على حق في زيارة الصين. وبدا جيانغ، خلال المناظرة، مرتاحا ومبتسما ليثبت انه يعتبر المجازفة محدودة