توصل رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية الرئيس فؤاد السنيورة إلى تثبيت «وقف إطلاق النار السياسي» بين قيادة حزب «الكتائب» ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، على رغم أن مسؤولين كتائبيين كانوا توعدوا بشن حملات إعلامية وسياسية ضده على خلفية الاحتكاك الذي حصل بينه وبين عضو المكتب السياسي النائب سامي الجميل. وعلمت «الحياة» من مصادر قيادية في «14 آذار» بأن قياداتها ثمنت وساطة السنيورة الذي اجتمع أول من أمس مع سعيد في حضور النائب السابق سمير فرنجية. وقالت المصادر إن اللقاء عقد قبل ساعات من التئام المكتب السياسي الكتائبي في اجتماعه الأسبوعي في البيت المركزي، وإن السنيورة تفاهم مع سعيد على ضرورة التهدئة ووقف الحملات الإعلامية لتنقية الأجواء ثم معالجة أسباب الاختلاف. ولفتت المصادر إلى أن السنيورة اتصل برئيس حزب الكتائب أمين الجميل ووضعه في أجواء اجتماعه مع سعيد، وقالت إنه تمنى عليه التدخل لوقف الحملات الإعلامية التي اندلعت أخيراً بين النائب الجميل وعدد من أعضاء المكتب السياسي من جهة وبين سعيد من جهة ثانية. وأكدت أن الرئيس الجميل لعب دوراً في عدم تظهير الاختلاف مجدداً إلى العلن وهذا ما تبين من خلال اجتماع المكتب السياسي الكتائبي الذي تجنب إصدار أي موقف ضد سعيد، في مقابل تجاوب الأخير مع وساطة تيار «المستقبل». وعن أسباب الاختلاف، قالت المصادر إن الأخير اتصل بعضو المكتب السياسي في الكتائب ميشال خوري وأبلغه بعقد اجتماع تشاوري لقوى 14 آذار في معراب برعاية رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع، وأن خوري رحّب بعدما أعلمه سعيد بأن الاجتماع التشاوري سيعقد لاحقاً في بيت الكتائب المركزي. وأضافت أن الاجتماع التشاوري في معراب وحضره كتائبيون بصورة شخصية يأتي في ضوء الاتفاق على أن تعقد الاجتماعات التشاورية دورياً بضيافة «القوات» والكتائب إضافة إلى «بيت الوسط». وعزت أسباب عدم حضور كتائبيين من الصف الأول اجتماع معراب إلى أن خوري تمنى على سعيد بعد أن أودع الأخير البيت المركزي بطاقات بأسماء المدعوين أن يزور النائب الجميل في بكفيا لضمان مشاركة الحزب فيه. لكن سعيد، بحسب المصادر، رفض التوجه إلى بكفيا بذريعة أن من غير الجائز ربط مشاركة الكتائب بالزيارة، خصوصاً أن هناك من يحاول الإيحاء باستدعائه، لكن مصادر اخرى ربطت الخلاف بكلام انتقد فيه سعيد النائب الجميل في ندوة تلفزيونية.