رحبت الولاياتالمتحدة بالوعود التي قطعها رجل باكستان القوي الجنرال برويز مشرف بشأن عدم انتشار الاسلحة النووية والحد من التصعيد العسكري مع الهند. واكدت انها ستتعامل مع النظام العسكري الجديد في باكستان مع استمرارها في الضغط من اجل عودة سريعة الى الديموقراطية في هذا البلد. وجاء ذلك في وقت قررت دول الكومنولث تعليق عضوية باكستان في المنظمة، في اول ضغط دولي كبير لدفع النظام الى اجراء انتخابات. إسلام أباد، لندن - "الحياة"، رويترز - قال السفير الأميركي لدى باكستان وليام ميلام ان بلاده ستتعامل مع النظام العسكري الجديد في باكستان مع استمرارها في الضغط عليه من اجل اعادة الديموقراطية الى هذا البلد. واكد ميلام في لقاء مع الصحافيين الاجانب امس الاثنين ان واشنطن سجلت الدعم الشعبي للانقلاب العسكري. واشار بعبارات ايجابية الى الزعيم الجديد الجنرال برويز مشرف. كما اشار الى "خيبة أمل" واشنطن ازاء عدم تحديده جدولاً زمنياً للعودة الى الديموقراطية. الا ان السفير رأى انه ينبغي اعطاء النظام الجديد الوقت لاعداد برنامج لاصلاح الاقتصاد والوحدة الوطنية. وقال: "اني مقتنع بان مشرف رجل معتدل لديه دوافع وطنية. ولا اعتقد انه متطرف". واضاف: "علينا ان نتعامل مع هذه الحكومة". وابدى ميلام ارتياح بلاده ازاء ما ورد في خطاب مشرف مساء اول من امس بشأن كشمير والعلاقات مع الهند والالتزام بالامن الدولي وعدم انتشار الاسلحة النووية. وردا على سؤال حول تدخل الجيش الباكستاني في كارغيل هذا الصيف ومدى انعكاس ذلك سلبا على خطوات الجنرال لتحقيق المصالحة مع الهند، قال: "لا تضحكوا على أنفسكم. لم يكن هو مشرف وحده فقط مسؤولا عن ذلك بل كل مؤسسات الحكومة كانت جزءا من العملية. ونحن ندرك ذلك". وتعليقا على أعلان مشرف عن محاسبة الذين تخلفوا عن تسديد قروض، قال السفير ان "عملية المحاسبة يجب أن تكون مبنية على أسس واسعة وألا تتم بدافع الانتقام"، مؤكدا ان اضطهاد نواز شريف لرئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو وعائلتها كان انتقائيا. الكومنولث وفي اجتماع في لندن، قررت دول الكومنولث تعليق عضوية باكستان بعد الانقلاب العسكري، في ما يمثل اول ضغط دولي كبير لحمل النظام العسكري الباكستاني على اعادة الديموقراطية. ووصف وزير الخارجية البريطاني روبن كوك بيان مشرف بانه "مخيب للامال" لانه لم يحدد موعدا لانهاء الحكم العسكري0 ولكن كوك رحب ببحث مشرف في اتخاذ اجراءات لبناء الثقة مع الهند0 ويذكر ان مجموعة الكومنولث الموءلفة من 54 دولة علقت عضوية نيجيريا لمدة ثلاثة اعوام ونصف بعد استيلاء الجيش على السلطة هناك. ورفعتها في ايار مايو الماضي، بعدما وافقت الحكومة العسكرية على تسليم السلطة لحكومة منتخبة ديموقراطياً. جنوب افريقيا الى ذلك، اعلنت جنوب افريقيا امس ان رأس النظام العسكري الجديد في باكستان لن يكون موضع ترحيب في اجتماع قمة رؤساء حكومات دول الكومنولث البريطاني الذي يعقد في دربان الشهر المقبل. وقال عزيز باهاد نائب وزير خارجية جنوب افريقيا في مؤتمر صحافي ان باكستان ستمنع من حضور الاجتماع بما يتماشى مع موقف الكومنولث المتمثل في عدم الاعتراف بالانظمة العسكرية والذي تشاركه فيه محافل افريقية كمنظمة الوحدة الافريقية0 وأضاف ان ايميكا انياوكو الامين العام للكومنولث بعث برسالة الى رؤساء الدول يوم 13 الشهر الجاري يبلغهم فيها منع باكستان من حضور الاجتماع. وقال انياوكو في الرسالة: "لا مكان للانظمة العسكرية في الرابطة. ومن ثم فلا مجال لمشاركة ممثلين للنظام العسكري في باكستان في اجتماع قمة رؤساء حكومات الكومنولث في دربان". وقال باهاد ان الرسالة تتفق مع رفض الكومنولث القاطع للانقلابات العسكرية0 ايران ودعت ايران امس الى الاستقرار في باكستان وعودة الحكم المدني. ونقلت الاذاعة الرسمية عن الناطق باسم الخارجية ان بلاده تسعى الى "الاستقرار والامن" في باكستان وتحرص على أن تنتهج الاخيرة "سياسات تضمن مصالح المنطقة والعالم" وتأمل في "تشكيل حكومة منتخبة في أسرع وقت ممكن" في اسلام آباد. اليابان ورأت اليابان انه يتعين على مشرف تحديد اجراءات واضحة وجدول زمني لاعادة الديموقراطية الى بلاده. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية: "نرى ان من المهم بالنسبة لباكستان ان تحدد عملية ملموسة لاعادة الديموقراطية تتضمن اجراءات وجدولا زمنيا".