ابوجا، لاغوس، لندن - رويترز، أف ب - أعلن الحاكم العسكري في نيجيريا الجنرال عبدالسلام ابو بكر ليلة الاثنين - الثلثاء خطة، طال انتظارها، لاقرار الديموقراطية وعودة الحكم المدني الى البلاد، وانهاء حكم عسكري استمر عقودا، ورفع مستوى المعيشة في اكبر الدول الافريقية في عدد السكان. ورحبت الاممالمتحدة ومنظمة الكومنولث والولايات المتحدة باعلان أبو بكر، فيما انتقدته جماعات المعارضة جنوب البلاد. وفي خطاب عبر الاذاعة تخلى ابو بكر عن برنامج انتقالي طرحه الحاكم العسكري الراحل ساني اباشا الذي توفي في الثامن من حزيران يونيو. وبدلاً من ذلك وعد بتسليم السلطة الى رئيس منتخب ديموقراطيا في 29 ايار مايو العام المقبل. واعلن ابو بكر انه أمر باطلاق جميع المعتقلين السياسيين الذين زج بهم نظام اباشا في السجن، وهو مطلب رئيسي للحكومات الغربية والمدافعين عن حقوق الانسان في الداخل والخارج. وزاد ان الاحزاب السياسية الخمسة التي تأسست في عهد اباشا ستحل، كما ستلغى نتائج الانتخابات التي جرت في عهده، اضافة الى حل اللجنة الانتخابية الوطنية التي نظمت تلك الانتخابات. وقال أيضاً: "يجب ان نعترف ان اخطاء ارتكبت، خصوصاً ان احدث محاولاتنا لارساء الديموقراطية شابتها المناورات والتلاعب من المؤسسات والشخصيات والتنظيمات السياسية ... من الواضح تماما من الجهود التي بذلناها للوصول الى الشعب ان النيجيريين لا يريدون شيئا اقل من ديموقراطية حقة في بلد موحد يسوده السلام". واستبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما طالب به انصار السياسي الراحل موشود ابيولا. واعتبر ان "مثل هذا الترتيب يزخر بالعيوب والمخاطر". وتعهد بان يتم قريبا تعيين حكومة جديدة تمثل فئات الرأي العام كلها. معارضة الجنوب وانتقد غني فاويهينمي منسق "لجنة العمل الموحد لنيجيريا"، المجموعة المعارضة جنوبنيجيريا، بقاء الجيش في الحكم حتى ايار مايو المقبل. وقال ان الجنرال ابو بكر لم يأت بجديد مقارنة مع اسلافه العسكريين. وتعهد فاويهينمي بالاستمرار في التصدي للنظام، معتبراً ان خطاب ابو بكر "تكرار لبرامج الانتقال الى الديموقراطية التي اعدتها الانظمة العسكرية السابقة". واضاف ان "لجنة العمل الموحد لنيجيريا لا توافق على اي من اجزاء هذا الخطاب وترفضه باكمله". ورأى فاويهينمي المعروف بتصريحاته الحاسمة انه كان يتعين على ابو بكر ان يعلن تشكيل "مؤتمر وطني" لصياغة دستور جديد لنيجيريا. وختم ان خطاب ابو بكر "عقيم ويشكل نوعا من الخداع ولا يتضمن شيئا يمكن ان يرضي اي طرف"،. الكومنولث وواشنطن لكن الادارة الاميركية رحبت مبدئيا بخطة ابو بكر لاعادة الديموقراطية الى البلاد. وقال جيمس روبن الناطق باسم وزارة الخارجية معلقا على خطاب ابو بكر: "الخطوة جديرة بان تلقى ترحيبا في اتجاه الانتقال المقنع نحو الديموقراطية التي طالب بها المجتمع الدولي". وزاد روبن في ترحيب حذر: "سندرس بدقة تصريحات الجنرال ابو بكر ونطلب تفسيرات من الحكومة النيجيرية". وفي لندن رحب اميكا انياوكو الامين العام للكومنولث البريطاني، وهو نيجيري الجنسية، اعلان ابو بكر مشيراً الى اطلاق عشرة معتقلين سياسيين. وقال ان الكومنولث مهتم اهتماما خاصا بتطبيق ابو بكر برنامج اعادة الديموقراطيةالى البلاد. ورحب انياوكو باعلان ابو بكر انشاء لجنة انتخابية جديدة "يتعين عليها، بما تتمتع به من صلاحيات ملائمة، المساهمة في صدقية العملية الانتخابية". واضاف انه "سيبحث بايجابية" في الدعوة التي وجهها ابو بكر الى الكومنولث ليوفد مراقبين الى الانتخابات الرئاسية في 1999. الاممالمتحدة كذلك رحبت الامين العام المساعد لشؤون حقوق الانسان للامم المتحدة الايرلندية ماري روبرتسون باعلان ابو بكر وقالت في بيان "امام نيجيريا فرصة للبدء بعملية انتقال تتحقق عبر مشاورات واسعة واحترام كامل للحقوق الاساسية والحريات".