أنتَ، أيها الشاعر، لا تكتب العالم ولا الذات... تكتب البرزخ الذي يجمع بينهما. تغنّي الغروب كأنه فجر ثان يتغطى بأحلامه. شِعرٌ كمثل إكسير تذوب فيه الذات على شفاه الأشياء. شِعرٌ لا يهاجم، لا يُقاوِم، كمثل وردةٍ سلاحها الوحيد عطرها. شِعرٌ يغسل جسمَ الواقع بماء المخيّلة. شِعرٌ - ترفض فيه الفاجِعة أن تلبس إلا ثياب الفرح. شِعرٌ - تقدر، أيها القارئ، أن تلمس فيه ظِلّكَ الذي هو شمسك المُحجّبة كلماتٌ - أجنحة طيور تتخذ من الأحلام أعشاشاً. صورٌ - قناديل تضيء الوجه الآخر من الغيب. صورٌ - طفولاتٌ تلبس لازورد الأفق، وتسير بأقدام الضوء. صورٌ - طفولاتٌ تولَدُ من أرحام الكلمات. على خدّ الأفق تجري دموع الزمن، أترك لشِعرك أن يُحوّلها الى نجوم. باريس - 1999