دشّن عسكريو اسلام اباد عهد الاحكام العرفية باجراءات "محاسبة" كانت بوادرها الاولى تجميد أرصدة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف وعدد من المسؤولين والبرلمانيين السابقين وزوجاتهم، في محاولة لاسترداد اموال تُقدر ب 220 بليون روبية باكستانية جرت "استدانتها" من البنك المركزي. وجاء ذلك غداة اعلان الجيش حال الطوارىء في البلاد، تمهيداً لتشكيل حكومة تكنوقراط تعمل على معالجة ملفات انعاش الاقتصاد ومكافحة الفساد. وافادت مصادر الجيش ان طبقة كاملة من السياسيين "انتهت". راجع ص 7 وفي الوقت نفسه، ابلغت مصادر مطلعة في اسلام آباد الى "الحياة"، ان رئيس المحكمة العليا السابق سجاد علي شاه بدأ مشاورات لاستكشاف فرص تشكيل حكومة موقتة لفترة سنتين او ثلاثة، تضم اخصائيين تكنوقراط. والتقى قائد الجيش الجنرال برويز مشرف، امس، السفير الأميركي في إسلام آباد وليام ميلام الذي سلّمه رسالة من الرئيس الأميركي بيل كلينتون تضمنت المطالبة بالعودة إلى النظام الديموقراطي. كما التقى مشرف السفير الصيني في إسلام آباد. وافادت مصادر باكستانية أن مشرف شرح للسفير الأميركي خطته، فيما قالت مصادر ديبلوماسية اميركية ان واشنطن حضّت مشرف على تسليم السلطة الى حكومة مدنية يقودها تكنوقراط، مهمتها تسيير الأمور الى حين اجراء انتخابات. وبدأ العسكر اجراءات لمحاكمة شريف بتهمة تعريض قائد الجيش ومسافرين معه للخطر بعد اعطاء اوامر بعدم السماح لطائرتهم بالهبوط في كراتشي رغم نفاذ الوقود منها الثلثاء الماضي. كذلك افيد ان مشرف رفض اعطاء ضمانات الى بينظير بوتو بشأن عدم ملاحقتها اذا عادت الى باكستان. الى ذلك، يزور وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الخليج والشرق الاوسط الاسبوع المقبل لاجراء مشاورات مع قادة المنطقة بشأن الانقلاب العسكري في باكستان والوضع في العراق. وسيبحث كوهين، في جولته التي تبدأ الاحد وتستغرق 10 ايام، في كل من الكويت والسعودية والاردن، آخر التطورات في باكستان.