تشير نتائج المؤتمر الثاني عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني الذي أنهى أعماله أمس، الى تغييرات قيادية واسعة ضربت شمالاً وجنوباً في آن. وكان المؤتمر جدد انتخاب مسعود بارزاني رئيساً للحزب، على رغم طلبه اعتزال العمل السياسي، كما انتخب علي عبدالله، أحد مؤسسي الحزب نائباً للرئيس. وسجلت تغييرات أبرزها خفض عدد اعضاء اللجنة المركزية الى 31 عضواً، اي أقل بستة أعضاء من التركيبة القديمة، ودخلت الهيئة القيادية الجديدة ستة وجوه جديدة أبرزها مسرور بارزاني، وهو النجل الأكبر لرئيس الحزب، بعد ترشيحه من جانب اعضاء المؤتمر البالغين 1510 اعضاء. ويبلغ مسرور الثلاثين وكان حصل لتوه على شهادة الماجستير في السياسة الدولية من احدى الجامعات الاميركية. وتمثل الوجوه الجديدة تيار الشباب والكادر التنفيذي والعسكري الذي اكتسب خبرته في الميدان وتشبع بمتطلبات الوضع السياسي الذي استجد بعد عام 1991. وحصل جمال مورتكة قائد المعارك ضد حزب العمال على ترقية معنوية بانتخابه عضواً باللجنة المركزية على رغم اصابته بجروح في القتال تركته مصاباً بشلل جزئي. ويعد المؤتمر انتصاراً لخط الاصلاح والتجديد في الحزب، الذي بدأ يستعين بالجيل الجديد من البارزانيين الذين تعزز وجودهم في القيادة بإضافة مسرور بارزاني. وزاد ثقل الشباب والمثقفين بانتخاب سفين دزه ئي ممثل الديموقراطي في تركيا. وبروسك شاويس الى جانب بقاء الدكتور جرجي حسن وهو من "تيار زيباري". واعتبرت مصادر كردية قيادية التشكيلة الجديدة ايذاناً بتغييرات واسعة على نطاق الحكومة والادارة تستجيب للانتقادات العميقة لعمل الحكومة والتي دعمها مسعود بارزاني بقوة بعد خطابه في دهوك في شباط فبراير الماضي. وكانت محاولة الاصلاح انحسرت بعد اصطدامها بعقبات كبيرة على الأرض أدت الى التعجيل بعقد المؤتمر وتجديد هيئته الانتخابية. وتتوقع المصادر تغييراً وشيكاً للحكومة الاقليمية في أربيل التي يرأسها الدكتور روثر شاويس. ويرجح ان تعيد رئاسة الحزب الى نيتشرفان بارزاني برئاسة الحكومة. وكتعبير عن عزم المؤتمر على تطهير الحزب والحكومة من الفساد جرى التصويت على "خطاب شباط" 1999 في دهوك كوثيقة اساسية في المؤتمر. ولوحظ في عداد اللجنة المركزية بروز اسماء جديدة من منطقة السليمانية وخانقين، اذ انتخب نوري حمة علي عسكري من السليمانية وصلاح دلو من الاكراد الفيليين. كما جرى انتخاب امرأة واحدة هي شيرين آميدي للجنة المركزية. ولفت حضور وفد قيادي رفيع المستوى من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني الى المؤتمر اذ ترأسه زيدون عبدالقادر عضو المكتب السياسي للاتحاد وضم سعدي بيرة وملا بختيار الاعضاء في الهيئة القيادية للاتحاد. وعكس هذا الحضور ارتياحاً واسعاً في أوساط المؤتمر، الذي أكد في قراراته التزام اتفاق واشنطن، وآليات التطبيع في العلاقات ونبذ الاعلام السلبي بين الحزبين واستخدم المؤتمرون لغة معتدلة إزاء حزب العمال، مشددين على أهمية العلاقات مع دول الجوار وعدم التدخل بشؤونهم الداخلية. واعتبر مسعود البارزاني "اتفاق واشنطن بمثابة "مكسب تاريخي لشعب كردستان وافتخار لحزبنا وللاتحاد الوطني الكردستاني" وعبر عن ايمانه بأن هذه الاتفاقية "ستنفذ عاجلاً أو آجلاً، واذا تم ذلك عاجلاً فسيكون أفضل". ودعا بارزاني في خطابه أمام المؤتمر الى ضرورة ان يستعد الاكراد لاستقبال القرن الواحد والعشرين بعد ان نظفوا بيتهم" وحذر من انه "إذا لم نكن مستعدين فإن الفرصة ستفوتنا، كما فاتت فرص أخرى". من جهة اخرى خسر ستة من اعضاء القيادة القديمة للحزب مقاعدهم في اللجنة المركزية، كما استقال سابع هو علي سنجاري بناء على طلبه. وبهذا يكون حجم التغيير في الهيئة القيادية للحزب اكبر من أي مؤتمر آخر عقد في الماضي.