الهزيمة التي ألحقها مجلس الشيوخ وقيادته الجمهورية ليل الاربعاء - الخميس، برفض الموافقة على معاهدة منع التفجيرات النووية تحت الأرض، حوّلت الرئيس بيل كلينتون "رسمياً" الى "بطة عرجاء". وهي العبارة التي يستخدمها الوسط السياسي الاميركي لاظهار تراجع نفوذ الرئيس مع اقتراب موعد انتهاء ولايته. راجع ص 8 وتخوفت الأوساط السياسية في واشنطن من ان تنعكس هزيمة كلينتون وادارته سلباً على قضايا اخرى في السياسة الخارجية الاميركية، ومن بينها على الأغلب عملية السلام في الشرق الاوسط، على اساس المعادلة التي تقول لماذا اعطاء رئيس سيغيب عن المسرح السياسي قريباً نصراً كبيراً، بدلاً من اعطاء هذا النصر الى رئيس جديد قادم للعمل على الأقل لمدة اربع سنوات وعلى الاكثر لمدة ثماني سنوات. ولاحظ المراقبون ان المرشح الديموقراطي للرئاسة، نائب الرئيس الحالي آل غور، سارع الى اعلان عزمه على جعل "المعاهدة" قضية انتخابية، واعداً بأن يكون عمله الأول، اذا انتخب رئيساً، اعادة تقديم هذه المعاهدة الى مجلس الشيوخ للمصادقة عليها، ومرفقاً ذلك بحملة لاذعة ضد الجمهوريين. وتأتي الهزيمة من مجلس الشيوخ في وقت تواجه الادارة ازمة دولية متمثلة بالانقلاب العسكري الاخير في الدولة النووية الجديدة باكستان، مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات خصوصاً لجهة تراجع الضغوط الاميركية على كل من نيودلهي واسلام اباد للتوقيع على المعاهدة. اذ سيكون من الصعب جداً على واشنطن ان تضغط على الدولتين للتوقيع كأحد العناصر الاساسية لتحسين العلاقات معهما. كما ان ذلك سيثير مخاوف من ان تستأنف الهندوباكستان تجاربهما النووية تحت الارض، ما سيزيد من حدة التوتر ومن سباق التسلح ويؤدي الى مواجهة عسكرية قد تتحول نووية! وكان رد فعل البيت الابيض على قرار مجلس الشيوخ عنيفاً، إذ اعرب كلينتون عن خيبة امله لعدم تصديق المعاهدة، مسيراً انها "مهمة جداً لحماية الشعب الاميركي من مخاطر الحرب النووية. وتعهد المضي في العمل من اجل تصديق المعاهدة، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة ستستمر في عدم اجراء التجارب النووية، وشن حملة قوية على الجمهوريين واتهمهم باسقاط المعاهدة لأسباب سياسية. وتذكّر المراقبون هزيمة اخرى ألحقها مجلس الشيوخ بالرئيس ودرو ولسون مطلع القرن 1919 - 1920 عندما رفض تصديق معاهدة فرساي بانشاء عصبة الأمم.