كان في وسع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، السيناتور جون كيري، أن يدعو مجلس الشيوخ الى الاجتماع للنظر في الاتفاق قبل عطلة آب (أغسطس). ولكنه لم يفعل. والتصديق على «ستارت3» يفترض أن يؤيد الاتفاق ثلثا مجلس الشيوخ، فتنال 67 صوتاً على الاقل، في وقت يبلغ عدد أصوات الديموقراطيين 59 صوتاً، ويؤيد المعاهدة اثنان من الأعضاء الجمهوريين في المجلس فحسب. وتوزيع القوى في الكابيتول ينذر بأن نتيجة الانتخابات النصفية قد لا تأتي على ما يشتهي الديموقراطيون . ولا تخفى مخاوف الادارة الاميركية من مترتبات فشل اقرار المعاهدة في مجلس الشيوخ الأميركي السلبية في العلاقات بين واشنطنوموسكو. وهذه قد تقتص من أميركا، وتعدل عن تبني نهج السياسية الاميركية «القاسي» إزاء إيران. والأميركيون اذا لم يصادقوا على اتفاق «ستارت 3»، خسروا الحق في عمليات تفتيش ومراقبة يقرّ بها الاتفاق لهم. فيبقون «من دون عيون وآذان» داخل روسيا. والحق أن انتقادات معارضي الاتفاق ليست من غير مسوغات. فهو يقيد مشروع الولاياتالمتحدة نشر الدرع الصاروخية، والصواريخ الاستراتيجية حاملة رؤوس تقليدية قادرة على إصابة أي هدف في العالم في أقل من ساعة. ويوفر الاتفاق هذا منفذاً للصواريخ الباليستية الروسية الى قواعد أوروبية، ويتيح نقلها بواسطة السكك الحديد. وتوجه سهام الاعتراض الى عدد من البنود. فمنها رجحان كفة موسكو في السلاح النووي التكتيكي، وحجم حاملات الرؤوس، ودور اللجنة الثنائية الموكلة النظر في الشكاوى في مجال تنفيذ بنود المعاهدة. ومنها تنصل اوباما من التزام تحديث القوى النووية الأميركية . ولاستمالة عدد من الجمهوريين، وحملهم على المصادقة على الاتفاق، سعى اوباما في تخفيف مخاوفهم من طريق إقرار بنود ملحقة. وأبرز هذه البنود اعتبار الولاياتالمتحدة حرة من أي التزامات ازاء روسيا في مسألة الدرع الصاروخية. وأمر البيت الابيض بتحديث الترسانة النووية الاميركية والحد من أثر «ستارت3» في تطوير الاسلحة الاميركية الاستراتيجية. وهذا يتعارض مع رهن روسيا التزام «ستارت – 3» بعدم تطوير أنظمة الدرع الصاروخية الاميركية. ولا يمكن فصل المناورات السياسية الأميركية عن الانتخابات المقبلة. ودعت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون الى تحرير المعاهدة مع روسيا «من مكائد مرحلة الانتخابات». وعلى رغم انزعاج موسكو من التفسيرات الملحقة ب «ستارت3» ، الاّ انها كانت راضية عن تأييد لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ المعاهدة بغالبية كبيرة. * صحافي، عن « نيزفيسيميا» الروسية، 17/9/2010، إعداد علي ماجد