افادت دراسة اجرتها جامعة إيلينوي الاميركية ان أي مواجهة نووية بين الهندوباكستان ستسفر عن هلاك 17 مليون باكستاني و 30 الى 35 مليون هندي. وأثار الانقلاب في اسلام آباد الثلثاء التساؤل عما اذا كان مثل هذا السيناريو اصبح الآن اقرب الى الحقيقة. لكن الخبراء انبروا لتهدئة هذه المخاوف والتذكير بان الترسانة النووية في باكستان كانت بالفعل تحت السيطرة المحكمة للعسكريين قبل الانقلاب وان شيئاً لم يتغير على هذا الصعيد، خصوصا وان الحقيبة النووية باتت في عهدة قائد الجيش الجنرال برويز مشرف وهي في مكتبه في روالبندي. ولاحظ المتفائلون ان المرة الوحيدة التي سمع خلالها اطلاق نار في مقر شريف كان خلال نقاش بينه وبين الانقلابيين حول تسليم الحقيبة النووية، ما استدعى تدخل الجنرال مشرف لتسلم الحقيبة ونقلها الى مكتبه. لذا بدا الهنود مطمئنين تجاه تلك المخاوف. واستبعد وزير الخارجية الهندي جاسوانت سنغ حدوث أي تغيير في موقف بلاده من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بعد استيلاء الجيش على السلطة في باكستان. وصرح سنغ بأن لا حاجة لاي تغيير على ضوء التطورات الجارية في باكستان. لكن التفاؤل قد يكون سابقاً لأوانه، في نظر البعض. ويرى هؤلاء من زاوية انتشار الاسلحة النووية وخطر اشعال حرب نووية على السواء، ستمثل باكستان في ظل حكم عسكري تهديداً اكبر مما كانت عليه في السابق. ومعروف ان باكستان قوة نووية على حافة الافلاس. وما لم يسع الجنرال مشرف الى تهدئة مخاوف الرأي العام العالمي والتعهد بعودة سريعة الى الحكم الديموقراطي، ستتوقف المساعدات الاقتصادية الخارجية وتُجبر باكستان على القيام بأي شىء لكسب دولارات. وعبّر السناتور الاميركي دانييل موينيهان عن هذه المخاوف الثلثاء الماضي، قبل وقوع الانقلاب، عندما قال ان "باكستان ليست بلداً مستقراً وهي تعاني الفقر. وسيلجأ هذا البلد الى بيع اسلحة نووية للشرق الاوسط". ويخشى الغرب ايضاً ما سيفعله الاسلاميون المتشددون اذا تسلموا السلطة في اسلام آباد. والجنرال مشرف، كما اشارت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو الثلثاء الماضي، "ليس رجل دين" لكن الجيش الباكستاني يضم كثيرين من الاصوليين. وبعد سنوات من الروابط الودية مع حركات مثل "طالبان" في افغانستان، تتملك عسكريين كثيرين قناعة راسخة بان باكستان يجب ان تشن "الجهاد" على الهند الكافرة.