بات الامين العام ل "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان الدكتور حسن الترابي المسؤول الاول عن عملية صنع القرار السياسي بعد تخويله صلاحيات واسعة شملت ادارة مؤسسية لعمل الحزب الحاكم الذي يضع سياسات الدولة ويعين الحكومة. وينتظر أن تشهد البلاد إعلان تغييرات واسعة تشمل حكومة جديدة وتعيين مسؤولين في مؤسسات الحزب والدولة في الفترة المقبلة. راجع ص 5 وكرر الترابي في كلمة في ختام المؤتمر مساء أمس تحيته لزعيم حزب الامة الصادق المهدي الذي كان بعث برسالة الى المؤتمر تحضه على دعم جهود المصالحة. وقال الترابي "نقول للذي حيانا أول من أمس إننا نرحب به وما دام مد يد الحوار فيد الحوار مبسوطة وساحات السودان مفتوحة له". وكرر عرض تشكيل حكومة مشتركة أو دمج الحزبين. وأصدر الاجتماع توصية بتشكيل لجنة لادراة عملية المصالحة. وجرت مساء أمس انتخابات أعضاء هيئة الشورى وعددهم 600 ويتولون في اجتماع يعقد اليوم انتخاب أعضاء هيئة القيادة الجديدة. وقرر المؤتمر التأسيسي للحزب في ختام اجتماعات استمرت ثلاثة أيام وشارك فيه نحو عشرة آلاف من ممثليه في الولايات ال 26 تجديد ترشيح الرئيس عمر البشير لولاية رئاسية ثانية. واختتم المؤتمر في اجواء طغى عليها تأكيد "وحدة الحزب" في ظل خلافات برزت خلال الاستعداد لعقد المؤتمر. وألغى المؤتمر تعديلات أدخلت على النظام الاساسي في كانون الأول ديسمبر الماضي واثارت جدلاً واسعاً بعد مذكرة تقدم بها عشرة من القياديين قلّصت صلاحيات الترابي وشكلت مكتباً قيادياً يتألف من 30 عضواً برئاسة البشير. أما الصيغة الجديدة للنظام الاساسي فألغت المكتب القيادي والمجلس القيادي، وهما هيئتان كان يرأسهما البشير وكان تُعهد اليهما مناقشة الخطط والسياسات العامة للحزب والدولة والمجتمع، واقرار الترشيحات للمناصب الدستورية والحكومية، وأستبدلتهما بهيئة قيادية من 60 عضواً. وسيتولى الترابي رئاسة الهيئة الجديدة ويصبح البشير عضواً فيها ورئيساً للقطاع السياسي داخلها. واوضح القرار أن القطاع السياسي سيتولى التنسيق بين الحكومة وكل من الحزب والبرلمان. وانتخب البشير رئيساً للمؤتمر الوطني وتتلخص صلاحياته في رئاسة الدورات العادية التي تعقد كل عامين والدورات الاستثنائية. وشدد الزعيمان في كلمتين أمام حشد نظم أمس لمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر على تأكيد وحدة الحزب ونفي ما تردد عن خلافات. وخص البشير الترابي بالمديح قائلاً: "التحية لشيخنا الجليل الترابي على كل مجاهداته"، وأضاف أن "الذين يراهنون على الانقسام والتشرذم في صفوفنا يعتبرون الامر سلطة، لكننا نريدها لله". وقال "نحن على طريق تحدٍ وفتن، لن تفرقنا الاهواء. نحن وحدة واحدة ضد أعداء الوطن". ووجه دعوة الى المعارضين للعودة قائلاً: "تعالوا الى كلمة سواء فالبلاد مفتوحة وقلوبنا مفتوحة، إلا من أبى". أما الترابي فحذر من "دخول الشيطان بيننا"، وأشار الى أن "الناس طمعت فينا. لن تشتتنا الاهواء. نمد أيدينا الى كل السودان نستقبله ونرحب به بكل قواه واحزابه التقليدية. ندعوهم جميعا في سبيل أن نتوحد في كل شيئ طوعا لا كرها".