سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن "الحركة القائمة الآن في السودان لا يمكن أن تدخل في خلافات". الترابي ل "الحياة" : أحزاب المعارضة تتحاور بعد التسجيل مع الحزب الحاكم وليس مع رئيس الجمهورية
دعا الدكتور حسن الترابي رئيس المجلس الوطني البرلمان الأمين العام للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان المعارضة إلى تسجيل أحزابها، وقال ل "الحياة" في مطار الدوحة أمس رداً على سؤال عن تحرك المعارضة الداخلية هذه الأيام: "إن الساحة متروكة لهم للمعارضين لتسجيل أحزابهم". وأضاف: "إن القانون لا يعبأ بمنهاجهم ووجهتهم". لكنه شدد على ان تكون احزاب المعارضة "منظمات شورية ديموقراطية التركيب لا تستعمل العنف وإنما الدعوة والصحافة والبيان فقط". وقال الترابي الذي كان يتحدث للصحافيين في مطار الدوحة، إذ يزور قطر لإلقاء محاضرة غداً بدعوة من "مركز قطر لاستشراف المستقبل" و"مركز شباب الدوحة" إن احزاب المعارضة يمكن ان "تتحاور" بعد التسجيل مع "القوى الحاكمة الحزب الحاكم وليس مع الدولة في القصر الجمهوري"، وان "الحكومات تتعامل مع الدول"، مشيراً إلى ان أحزاب المعارضة بعد التسجيل يمكن ان تتحاور و"لا تذهب إلى رئيس الجمهورية عمر البشير ولكن إلى رئيس الحزب وأمين الحزب وقادته في دارهم دار الحزب". واعتبر الترابي إعلان قادة بعض الأحزاب انهم لن يسجلوا أحزابهم وسيمارسون نشاطهم السياسي بأنه "موقف سياسي فقط"، وأضاف "ان التسجيل لا يكلفهم شيئاً وكلهم يوافقون". ورأى ان المعارضين "يقولون أول مرة موقفاً حتى لا ينزلوا على البساط الذي تضعه جهة أخرى الحكومة" وان "التعبير السياسي مفتوح". وشدد رداً على سؤال ل "الحياة" على ضرورة ان تقوم الأحزاب بعملية التسجيل حتى يتسنى لها "أن تؤدي دور قوى سياسية تتفاعل مع أخرى في المناقشات الانتخابية والمجلسية". ورأى "أنهم أحزاب المعارضة لا بد ان يسجلوا أحزابهم لأن هذا قاصر على القوى السياسية المتوالية من أجل السلطان". وسألته "الحياة" هل هناك اتصالات بين الحكومة السودانية والمعارضة، فرد بقوله "إن الاتصالات بعضها خاص، وتقتضي الامانات أن يظل محفوظاً، وبعضه منفتح". ونفى الترابي وجود خلافات في أوساط الحزب الحاكم قائلاً: "لا يمكن أن تدخل الحركة القائمة في السودان الآن في خلافات"، مشيراً إلى "الحريات الواسعة"، وانه "لو كانت هناك خلافات لانطوت الحركة على نفسها حتى تتغلب عليها"، ورأى "ان هناك نموذجاً في الحريات بطرح المسائل علناً للناس". وسألته "الحياة" عن مذكرة العشرة التي قدمها قياديون بارزون في الحزب الحاكم في مؤتمر الحزب الأخير والتي رأى المراقبون أنها عززت دور وموقع الرئيس البشير وقلصت من صلاحيات الترابي، فقال: "إنها المذكرة اجراء عادي ولا صلة لها بالرئيس". وأوضح أنه "جاءت مبادرات خاصة لتوسيع الشورى وهيئة الشورى"، وقال إن "من الممكن أن تأتي مبادرات من المكاتب أو في المجالس النيابية ومن الأعضاء". وسئل الترابي: هل ما جرى في اجتماع الحزب الحاكم أخيراً هو تقليص لصلاحياتك؟ فرد: "كلا. بالأمس كنّا حزباً واحداً أو مصلحة سياسية واحدة، ورأس الدولة هو رأسه كذلك، لكننا الآن انفتحنا حتى تظهر مشارع مختلفة ولا بد أن يأتي الذي دفعته ثورة الانقاذ مرشحاً للانتخابات الرئاسية الماضية البشير وقد تدفعه مرة مقبلة ليتقدم هو". وعن استقالته من رئاسة البرلمان وتوليه المنصب مرة أخرى، قال للصحافيين: "رأيت أن انصرف للعمل الشعبي لتعبئة الشعب وتغذيته بالمناهج الآن لكن اخواننا في البرلمان رأوا ان ابقى رئيساً للمجلس الوطني... شيئاً من رمز وحدة وطنية لمختلف الجهات المتباينة في السودان". وقال إن اعضاء المجلس الوطني البرلمان "يريدون للمجلس أن يظل يؤدي دوراً فاعلاً كعضو لا يُشل في جسم الحكومة ولذلك أصروا عليّ بالاجماع واضطررت ان انزل عند رغبتهم". وفي شأن العلاقات السودانية - الاريترية وهل هناك خطوات بعد مبادرة قطرية أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري خارجية السودان واريتريا في الدوحة أخيراً، قال: "هناك خطوات وشيء من الانفتاح داخل اريتريا بأن يستقبلوا هذه المبادرة ويتحركوا بها"، لكنه دعا الاريتريين إلى "ان يقاوموا أيضاً ضغوطاً أخرى تشدهم". ورأى ان العلاقات الديبلوماسية بين الخرطوم وأسمرا مقطوعة منذ سنوات "تقتضي وقتاً وصبراً طويلاً، إذ أن المشكلات ليست شخصية يمكن أن تنكسر في يوم واحد، ووراءها قوى تُجابه قطر المبادرة القطرية ويريدون من دون تسميتهم أن يفسدوا البين ويقطعوا الافارقة ليضرب بعضهم بعضاً، ومن هنا فإن قطر تحاول أن تصلح ذات البين". ونوه بالعلاقات السودانية القطرية وتجارب قطر المتقدمة في مجال الشورى والديموقراطية. وندد الترابي ب "الغرب الذي حاول منذ قيام ثورة الانقاذ تولي البشير السلطة في انقلاب عسكري ممارسة ضغوط اقتصادية وعسكرية وإعلامية لم تفلح من الخارج"، و"لم تفلح أن يأتيها من الداخل"، مشيراً إلى أنه تُبدى للغرب بعض المظاهر حتى يتمتع بزيف الآمال في صراع بين الجانب العسكري والمدني". وقال إن "الحركة القائمة في السودان الآن لا يمكن ان تدخل في خلافات، والحريات الواسعة فرجت".