نفت مصادر حكومية في الرباط، ما أوردته "وكالة الانباء الجزائرية" امس عن اتخاذ المغرب اجراءات جديدة ضد الجزائريين المقيمين في المغرب. وقالت ان فرض التأشيرة على الجزائريين يسري منذ آب اغسطس 1994 اثر تورط بعضهم في حوادث في اشارة الى الهجوم على فندق في مراكش. لكنها أوضحت ان المغرب يستجيب طلبات الجزائريين للحصول على تأشيرة "في ظروف عادية" وان المقيمين في المغرب لا يتعرضون لأي مضايقات. لكن المصادر أوضحت ان الرباط ملتزمة تنفيذ خطة لمحاربة الهجرة غير المشروعة تطول جميع المتسللين من بلدان مغاربية أو افريقية، خصوصاً الى مدينتي سبتة ومليلة. ونفت ان يكون المغرب يمارس أي تمييز في ترحيل المتسللين الذين يثبت أنهم عبروا أراضيه في صورة غير مشروعة. وكانت السلطات الاسبانية رحلت مهاجرين جزائريين كانوا يعتزمون التوجه الى أوروبا عبر مدينتي سبتة ومليلة في نطاق محاربة الهجرة غير المشروعة. وكانت "وكالة الانباء الجزائرية" الرسمية أ ف ب أفادت امس ان الجزائريين المقيمين بصورة غير مشروعة في المغرب باتوا معرضين للسجن لمدة شهر مع التنفيذ ابتداء من مطلع آب الماضي ضمن اطار "تدابير جديدة" اتخذتها السلطات المغربية. ونقلت الوكالة عن "مصادر جديرة بالثقة" ان "هذه التدابير تقضي بالحكم بالسجن لمدة شهر بتهمة دخول البلاد بصورة غير مشروعة". وقالت ان "الحالات المشابهة لم تكن تخضع في السابق لملاحقة السلطات المغربية التي كانت تكتفي بإعادة المهاجر غير الشرعي الى الحدود أو بفرض عقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ". وقالت أوساط جزائرية قريبة من السلطة ل"الحياة" ان "الاجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات المغربية في حق الجزائريين تكشف تناقضاً داخل الإدارة"، مؤكدة ان الموقف المغربي "لا يغير من سياسة الجزائر في احترام الجيران". ويقول الجزائريون انها ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات المغربية الى مثل هذه الاجراءات "ضد الجزائريين المقيمين بطريقة غير شرعية. اذ سبق ان قامت بحملة مطاردة لهم بعد "أحداث مراكش" في صيف 1994. ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية عربية ان تعرف العلاقات الجزائرية - المغربية مزيداً من التراجع، على مستويات عدة. وعلى صعيد الصحراء، أوردت "وكالة الانباء الصحراوية" التابعة لجبهة بوليساريو تخوفها من ان تأخذ الاحداث "منعرجاً لا تحمد عقباه اذا استمر المغرب في التمسك بمواقفه". وأشارت الوكالة الصحراوية الى استئناف التظاهرات ليلة الاثنين - الثلثاء في العيون عاصمة الصحراء الغربية، تضامناً مع ضحايا التظاهرة التي جرت يوم 23 ايلول سبتمبر الماضي. وقالت ان المتظاهرين احرقوا 5 سيارات احداها تابعة للشرطة، وكان الرباط نفت ما أعلنته "بوليساريو" عن سقوط ضحايا في التظاهرة التي شهدتها مدينة العيون. واكدت ان التظاهرة لم تكن سياسية بل اجتماعية.