وسط اجواء امن مشددة توجه ناخبون موريتانيون امس الى صناديق الاقتراع في انتخابات بلدية تقاطعها المعارضة. وفي حين كان الاقبال ضعيفاً في العامصة نواكشوط ومدن كبيرة اخرى، وصف الرئيس معاوية ولد الطايع الاقتراع بأنه "نصر للديموقراطية… على التطرف". وحتى وقت قريب من موعد الاقفال كان الاقبال على الاقتراع في نواكشوط ضعيفاً الى درجة لافتة. وتقول انباء من مدن كبيرة اخرى ان الوضع هناك مشابه. لكن الاذاعة الموريتانية التي تملكها الدولة تحدثت عن اقبال واسع في المدن والقرى الريفية. ولعل الاهتمام الاكبر كان في المناطق التي جرى التنافس فيها بين جماعات محلية قبلية يمثل بعضها الحزب الجمهوري الحاكم ويمثل البعض منشقين عنه رشحوا انفسهم مستقلين. ومن المفترض اعلان النتائج الاولية اليوم. ويتوقع ان يسيطر الحزب الحاكم على المجالس البلدية التي تتولى انتخاب مجلس الشيوخ احد غرفتي البرلمان. وتراهن السلطة والمعارضة على هذه الانتخابات التي يفترض ان تكون مقياساً لقوة كل منهما في الشارع. ووصف الرئيس ولد الطايع اقتراع الامس بأنه: "نصر للديموقراطية الموريتانية على التطرف وعدم المسؤولية"، في اشارة واضحة الى جبهة احزاب المعارضة بقيادة احمد ولد داداه الذي تعد السلطات لمحاكمته بتهمة "بث خطاب يدعو الى عدم التسامح والقيام بأعمال من شأنها الاضرار بالامن والسلم العمومي". ويقود ولد داداه حملة ضدة السلطات منذ ثلاثة اشهر وصلت الى حد الدعوة الى استقالة رئيس الجمهورية، وخلال الاسبوعين الاخيرين شنت المعارضة حملة نشطة تهدف الى اقناع الموريتانيين بعدم التصويت في الانتخابات الحالية. وتأمل المعارضة ان يكون الاقبال الضعيف على الانتخابات وسيلة تستغلها في رفع معنويات انصارها الذين استطاعت ان تدفع بهم في حملة سياسية ساخنة ضد السلطات وصلت الى درجة النزول الى الشارع في تظاهرات ومسيرات احتجاجية. وجرى الاقتراع في ظروف امنية مشددة حيث نزلت قوات الامن الى الشوارع، خصوصاً في الاحياء الشعبية تحسباً لأعمال عنف، اذ كانت المعارضة هددت في وقت سابق بمنع الاقتراع بالقوة.