أعلن "اتحاد القوى الديموقراطية" الموريتاني المعارض الذي يقوده أحمد ولد داداه أنه سيمنع اجراء الانتخابات البلدية المقررة في كانون الثاني يناير المقبل. ودعا الجيش إلى أن يفهم أنه "من الشعب والشعب منه". وجاء هذا الكلام الذي يلوح بأعمال عنف على لسان نائب رئيس المجلس الوطني للحزب محمد الحافظ ولد الخرشي أثناء مهرجان شعبي انتهى ليل الاثنين - الثلثاء في نواكشوط، وتمكن الحزب فيه من حشد الآلاف من مناصريه في عملية اطلق عليها اسم "التحدي". وحضر المهرجان نحو عشرة آلاف من مناصري الحزب وخصصت كلمات المتحدثين لانتقاد الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي وصفها المتحدثون بأنها متدهورة في لغة اتسمت بالمباشرة والحدة. ونال ما وصفه قادة "اتحاد القوى" ب "التغلغل الإسرائيلي" والسماح ل "الكيان الصهيوني بدفن النفايات النووية في البلاد" حظاً كبيراً في الخطب، لكن اللافت كان خطاب الخرشي الذي قال فيه في معرض الحديث عن الانتخابات البلدية التي يجرى الاعداد لها وتقاطعها جبهة أحزاب المعارضة "لن نترك الانتخابات تقع". وأوضح ان هذه لغة جديدة وان الأمور لم تعد كما كانت. وزاد مخاطباً القوات المسلحة: "نقول للجيش وللقوى الحية إن الشعب منهم وهم منه، وليسوا قوة لحفظ الأغنياء". وقال الخرشي إن "النفايات النووية الإسرائيلية دفنت في أدافر وأوكار" وهي مناطق صحراوية موريتانية. ومع أن موضوع إسرائيل مبالغ فيه، فإنه يبدو أكثر ما يجذب الجمهور في الحملة الدعاية الحالية التي تشنها جبهة أحزاب المعارضة ضد السلطة والتي هدد حزب ولد داداه فيها قبل أيام باسقاط النظام. ووجدت الحملة السند في النداء الذي وجهه الرئيس السابق المختار ولد داداه ودعا فيه من فرنسا قبل ثلاثة أيام إلى اسقاط الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع وتشكيل حكومة انتقالية تعد لانتخابات عامة. وفشلت أحزاب المعارضة مجتمعة حتى الآن في تشكيل تهديد قوي لنظام الحكم. ويستغرب كثيرون النغمة الجديدة التي يتحدث بها حزب ولد داداه الذي اعتبر إلى الآن أنه ظل يضغط على المتطرفين في المعارضة ويمنع الانغماس في العنف. ويشك مراقبون في قدرة خصوم ولد الطايع على زعزعة نظام حكمه على رغم الاستياء العام من تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور القوة الشرائية في البلاد.