حلت كندا محل فنزويلا في صدر قائمة مصدري النفط إلى الولاياتالمتحدة بعدما ارتفعت صادراتها الى السوق الأميركية بمعدل 200 ألف برميل يومياً لتصل الى 1.7 مليون برميل يومياً مطلع السنة الجارية وفقاً لما أعلنه اتحاد المنتجين الكنديين. وقال رئيس الاتحاد ديفيد مانينغ في بيان صحافي أول من أمس أن فنزويلا احتلت فترة طويلة المرتبة الأولى بين كبار مصدري النفط الى السوق الأميركية بفضل انتاجها الضخم من الزيت الثقيل وتلتها تاريخياً كندا ثم السعودية والمكسيك. عوامل اسياسية وأضاف: "ان جملة من العوامل الأساسية دفعت كندا الى المقدمة في بداية الربع الأول من السنة الجارية وهو موقع سنحافظ عليه بشكل دائم في غضون الأشهر الستة المقبلة". وأعاد أسباب التطور الأخير الى زيادة الانتاج والتوسع في اقامة شبكات الأنابيب التي تربط بين حقول الانتاج الرئيسية في مقاطعة البرتا والسوق الأميركية، فضلاً عن اتجاه صناعة تكرير النفط الأميركية الى تحديث منشآتها للتعامل مع النفط الثقيل الذي يشكل نحو 45 في المئة من الانتاج الكندي. وبلغ متوسط صادرات النفط الكندية الى الولاياتالمتحدة في كانون الثاني وشباط يناير/ فبراير الماضيين زهاء 1.67 مليون برميل يومياً، في حين بلغ متوسط واردات النفط الأميركية من فنزويلا نحو 1.65 مليون برميل يومياً مقابل نحو 1.73 مليون برميل العام الماضي. وبالمقارنة سجلت صادرات النفط السعودية الى السوق الأميركية في الفترة المذكورة زيادة طفيفة لتصل الى 1.46 مليون برميل يومياً مقابل 1.39 مليون برميل العام الماضي، وحافظت واردات النفط الأميركية من المكسيك على معدلاتها المسجلة العام الماضي بنحو 1.5 مليون برميل. وشهدت الصادرات السعودية زيادة جديدة في الشهر الأخير من الربع الأول وبلغت نحو 1.5 مليون برميل يومياً، وفي الوقت نفسه تقدمت الصادرات الفنزويلية الى 1.66 مليون برميل في حين تراجعت الصادرات الكندية الى 1.45 مليون برميل والمكسيكية الى 1.23 مليون برميل. وقال مانينغ ان صناعة النفط في كندا ستستعيد المرتبة الأولى مع استكمال التوسعة الحالية في خط أنابيب "تيراس" الذي سيدعم الطاقة التصديرية لصناعة النفط الكندية بنحو 176 ألف برميل يومياً على مرحلتين، تبدأ الأولى في كانون الثاني يناير المقبل والثانية في أيلول سبتمبر. وذكر أن كندا التي يقدر انتاجها الاجمالي بنحو مليوني برميل يومياً تملك الفرصة للمحافظة على موقع متقدم في المدى الطويل اعتماداً على الزيادة المتوقعة في الطلب الأميركي على النفط الخفيف الذي تنتجه مصانع الرمال النفطية في البرتا والحقول البحرية الجديدة في مياه الأطلسي مثل "هيبرنيسا" و"تيرانوفا". وترى صناعة النفط الكندية نفسها في "منافسة ضارية" مع فنزويلا، أحد الأعضاء الرئيسيين في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك سيما لجوء فنزويلا الى تملك مصافي التكرير الأميركية لضمان توافر تقنيات مناسبة للتعامل مع النفط الثقيل. وتملك الشركات الفنزويلية نسبة 4.6 في المئة من اجمالي طاقات التكرير الأميركية المقدرة بنحو 15.2 مليون برميل يومياً. إلا أن مسؤولاً كبيراً في وزارة الطاقة الأميركية قلل من أهمية التنافس بين كندا التي لا تنتمي الى منظمة "أوبك" وفنزويلا. وقالت كارمن دي فيليو في تصريح نقلته "وكالة الأنباء الكندية" تربطنا بالبلدين علاقات جيدة وبديهي أن تقدم واحدة على الأخرى بفارق بسيط لا يقلل من أهمية كل منهما كمصدر لواردات النفط الى الولاياتالمتحدة". يشار الى أن كندا تسيطر على نحو 95 في المئة من اجمالي واردات الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي.