جاء تصريح قائد القوات المسلحة الاندونيسية الجنرال ويرانتو امس، الخميس ان الجيش يؤيد اقتراح الحكومة بشأن احتمال منح تيمور الشرقية الاستقلال ليبدد الكلام عن تباين في وجهات النظر بين السياسيين والعسكر حول موضوع الاستقلال للاقليم. لكن التصريح لا يبعد المخاوف مما تتداوله اوساط سياسية في جاكارتا عن وجود "سباق في المآرب بين الجانبين، قد يؤدي في النهاية الى حمام دم مماثل لما حصل خلال السحق الذي تعرض له الشيوعيون على يدي الرئيس السابق سوهارتو"، خصوصاً وان ويرانتو ارفق كلامه بالاشارة الى ان "تدخل القوات المسلحة في تيمور الشرقية كان لمنع المزيد من اراقة الدماء في المنطقة بعد مغادرة البرتغال لها". وكانت القيادة السياسية الاندونيسية اعلنت في شكل مفاجئ أذهل الأوساط الديبلوماسية في منطقة جنوب شرقي آسيا، استعدادها للنظر جدياً في مسألة فصل تيمور الشرقية نهائياً عن الفيديرالية الاندونيسية. وقال وزير الإعلام ونوس بوسفيه إثر اجتماعه مع الرئيس يوسف حبيبي "إن مسألة انفصال تيمور الشرقية ستوضع أمام اللجنة الاستشارية في البرلمان المقبل واذا رفض التيموريون شروط الحكم الذاتي كما نرتأيها فعلينا البحث في استقلالية أوسع". ولاحظ المراقبون ان هذه التصريحات والتطورات، رافقتها تدابير متناقضة على الأرض، اذ قام الفيلق العسكري المسؤول عن حفظ الأمن في تيمور الشرقية بتسليح ميليشيات محلية غير مدربة مهمتها "اصطياد" دعاة الاستقلال، ما يعزز المخاوف من استمرار عمليات القتل المتفرقة ضد المدنيين العزل في الأرياف التيمورية ويهدد باستشراء العنف الدموي المستمر منذ 1975 عندما احتلت القوات الاندونيسية هذه المستعمرة البرتغالية سابقاً.