يتزايد الحنين الروسي الى الماضي كلما تفاقمت المشاكل. واظهر استطلاع للرأي العام ان 85 في المئة من سكان روسيا "يأسفون" لانهيار الاتحاد السوفياتي وبيّن استطلاع آخر ان اكثر من نصف السكان يعتبرون ولاية ليونيد بريجنيف "العصر الذهبي" بالنسبة اليهم في القرن العشرين. ومؤسسة "الرأي العام" التي نظمت استفتاءين شملا 3000 شخص تعد موالية للسلطة الحالية ولذا فان النتائج التي نشرتها لا تثير تساؤلات عن "انحيازها" الى الماضي. وظهر ان عدد "الآسفين" على الدولة الموحدة بلغ، بعد سنة واحدة من انهيارها، 69 في المئة وارتفع الرقم الآن الى 85 في المئة، والغريب ان ازدياد النسبة كان ملحوظاً بين الشبان دون الثلاثين فقد ارتفع من 34 الى 52 في المئة. وفي استفتاء آخر عرضت على المواطنين الروس اسماء قادة الدولة على امتداد القرن العشرين وطلب منهم الاجابة على اسئلة عدة منها: "في عهد اي من القادة كانت حياتنا افضل". والغريب ان الغالبية 54 في المئة سمت سنوات 1964 - 1982 التي حكم خلالها ليونيد بريجنيف كانت توصف عادة بأنها "فترة الركود". ولم تحصل عهود الآخرين على اكثر من واحد الى 8 في المئة علماً ان المرتبة الثانية افردت ليوسف ستالين. وسمي ستالين زعيماً لعهد "اكبر هيبة دولية" اذ ايد هذا الرأي 26 في المئة من المواطنين. واظهرت محصلة ايجابيات وسلبيات كل من زعماء الكرملين في القرن العشرين نتائج غير متوقعة اذ كان الفرق بين السلبي والايجابي 18 نقطة لمصلحة بريجنيف وجاء بعده خليفته يوري اندروبوف 16 نقطة فيما حصل كل من ستالين ونيكيتا خروشوف على خمس نقاط ايجابية وآخر قياصرة روسيا نيكولاي الثاني على نقطتين وعدوه اللدود فلاديمير لينين على نقطة واحدة. اما زعيم البيريسترويكا ميخائيل غورباتشوف فاعتبر المواطنون مثالبه اكثر من مناقبه وحصل في النتيجة على 27 نقطة سلبية ولكنه لم يتمكن في هذا المضمار من التفوق على بوريس يلتسن الذي كان "الاول" في السلبيات ناقص 28 نقطة. واكمل الصورة القاتمة عن رئيس روسيا المريض امس الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي قال ان الانهيارات الاخيرة "دفنت يلتسن وكل اصلاحاته". وتابع ان روسيا تشهد موجة اجرام لا مثيل لها، وقال ان هناك 500 عصابة منظمة في موسكو وحدها ووصف رئيس الدولة بأنه "الرجل الاول في المافيا" وقال ان هذا هو السبب الحقيقي لاحجام السلطة عن محاربة الاجرام.