صوفيا- أف ب، رويترز - أعلنت اذاعة صوفيا أمس أن الزعيم الشيوعي البلغاري السابق تودور جيفكوف توفي مساء أول من أمس عن 86 عاماً في مستشفى لوزينيتز في صوفيا. وكان جيفكوف، الذي تولى قيادة بلغاريا 35 عاماً، هو عميد وآخر الزعماء الشيوعيين في أوروبا الشرقية اثناء دورانه في الفلك السوفياتي الأحياء حتى الآن. وجاء في بيان أصدره مدير المستشفى الدكتور تودور غيراسيموف وبثته وكالة الانباء البلغارية ان جيفكوف توفي بعدما دخل في غيبوبة اثر اصابته بالتهاب رئوي شفي منه في تموز يوليو الماضي ولكنه أدى الى مضاعفات تدريجية في الدماغ. واضاف ان جيفكوف كان يعاني من امراض عدة بينها السكري المزمن وتصلب شرايين الدماغ. حكم الدكتاتور الشيوعي جيفكوف البلاد منذ 1954. لكنه أصبح في 1991 أول زعيم شيوعي في اوروبا الشرقية يمثل امام محكمة قررت سجنه بتهمة الفساد، ولكن المحكمة العليا وافقت لاحقاً على أن يمضي مدة عقوبته تحت الاقامة الالزامية في منزله بسبب سنه ومرضه، ثم نقل في 1997 الى فيلا ابنته. وأعرب السياسي الاصلاحي بيتار ستويانوف عن تعازيه لعائلة جيفكوف ولكنه قال في بيان ان الزعيم الشيوعي الراحل رأس "واحدة من اكثر الفترات ظلاماً في التاريخ الحديث لبلغاريا". وأضاف ان "ثمانية ملايين بلغاري عاشوا طوال تلك الفترة مع اعمالهم واحلامهم واوهامهم ولكن ايضا في ظل خوف من القمع". معروف ان جيفكوف، الذي كان حليفاً لكل القادة السوفيات من نيكيتا خروشوف الى ليونيد بريجنيف، لم ينجح في التلاؤم مع برنامج اعادة البناء بيريسترويكا التي قادها ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس سوفياتي، في نهاية الثمانينات، فقام شيوعيون اصلاحيون بلغار باقصائه عن الحكم في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 1989. صعد نجم جيفكوف في الحزب الشيوعي البلغاري بعد الحرب العالمية الثانية، متحدراً من عائلة فلاحية فقيرة ولد في قرية برافيتس القريبة من صوفيا في السابع من أيلول/ سبتمبر 1911. وكان احد ابناء الجيل الذي سنحت له فرصة التعلم بعدما ادت الحرب العالمية الأولى الى انهيار الامبراطوريتين العثمانية والهابسبورغية النمسا والمجر اللتين حكمتا البلقان طوال قرون. كذلك كان احد المتحدرين من اصل فلاحي الذين اصبحوا نتاجاً لأفكار الثورة والشيوعية. وانضم جيفكوف الى الحزب الشيوعي في 1932 وصعد نجمه بسرعة في 1944 عندما استولى الحزب على السلطة في بلغاريا مدعوما من الجيش الاحمر السوفياتي. وبحلول 1948 اصبح جيفكوف مسؤولاً عن الحزب في العاصمة صوفيا، وفي 1954 انتخب سكرتيرا اول للحزب الستاليني. وظلت العلاقات وثيقة جدا بين بلغاريا وموسكو حتى نهاية الثمانينات عندما خفت حدة الدوغما السوفياتية في عهد غورباتشوف الذي ظل جيفكوف حتى وفاته اول من امس يكرهه بشدة لانه "خان" الشيوعية. وفي 1956 أظهر جيفكوف ولاءه التام لخروشوف بان اعلن تاييده له في ادانته للممارسات الارهابية لستالين. وبسهولة نقل جيفكوف ولاءه من خروشوف الى بريجنيف عندما اطاح الاخير سلفه في 1964. وبعد عام سحق جيفكوف محاولة قام بها شيوعيون بلغار لتخفيف صلاتها بموسكو معلنا لاحقا انه مع الاتحاد السوفياتي "في الحياة وفي الموت". وكان جيفكوف تصدى دون رحمة للمعارضين وامر بسجن الآلاف في معسكري لوفيتش وسكرافينا للاعتقال بين 1950 و1960. ولكنه اعترف بعد فترة طويلة بان "جميع الزعماء السوفيات ارتكبوا اخطاء". وقال مرة ان بريجنيف كان "في سنواته الأخيرة مريضاً الى حد انه لم يكن قادراً على ادارة حديث جدي"، مضيفاً ان "من الواضح انه كان عليه ان يستقيل". ولكن جيفكوف اعتبر خروشوف أفضل زعيم سوفياتي عمل معه وغورباتشوف "أسوأهم ... لأنه خاننا وباعنا". كتب عنه المنشق البلغاري المعروف غيورغي ماركوف اغتيل في لندن في 1987 وحامت الشكوك وقتها حول الاستخبارات البلغارية ان جيفكوف "خدم الاتحاد السوفياتي بطاقة تفوق طاقة الزعماء السوفيات انفسهم".