ذكرت مصادر اردنية موثوق بها امس ان الملك حسين "في وضع صحي حرج" وانه سيضطر للخضوع الى عملية اعادة زرع النخاع العظمي لديه لانقاذه بعدما تعرض لانتكاسة خطيرة قبل يومين. وفيما كان نائب الملك ولي العهد الأمير عبدالله يستقبل المهنئين في الديوان الملكي الهاشمي لمناسبة اختياره ولياً للعهد خلفاً لعمه الأمير حسن الذي تمت تنحيته، اكدت المصادر لپ"الحياة" ان الملك حسين سيخضع في "مايو كلينيك" لاعادة زرع نخاعه العظمي، بالاعتماد على نخاع شقيقه الامير محمد وشقيقته الأميرة بسمة اللذين تبرعا له بالنخاع، بعد تطابق الفحوص على نوعية الدم لديهما مع نوعية الدم لدى الملك. وقالت المصادر ان فرص انقاذ الملك حسين من خلال هذه العملية ضئيلة ولا تتجاوز 15 في المئة. وكان الملك حسين وصل الى "مايو كلينيك" فجر امس بالتوقيت الاردني بعد اقل من يومين على توقيعه مرسوم تعيين نجله الاكبر ولياً للعهد. وأدى الأمير عبدالله 36 عاماً اليمين الدستورية نائباً للملك بعد مغادرة والده في شكل مفاجئ إثر انتكاس وضعه الصحي وتدني مناعته وتناقص الخلايا الدموية التي ينتجها نخاعه العظمي. كما تعرض الملك لارتفاع في درجة حرارة جسمه. وذكرت مصادر مطلعة ان الملك حسين خضع خلال الأيام الاخيرة لثلاث عمليات نقل للدم لرفع مستوى الخلايا الدموية بعد تراجع اداء نخاعه العظمي. وشوهد الملك حسين، الذي لم يحضر مراسم أداء اليمين الدستورية متكئاً للمرة الاولى على عصا لدى وداعه افراد العائلة وكبار المسؤولين في المطار. وغذت تقارير صحافية اميركية واسرائيلية وعربية الاشاعات عن وفاة الملك في "مايو كلينيك"، ما أثر سلباً على التداول في سوق عمان المالية. وحصل ولي العهد الأمير عبدالله على صلاحيات العرش كنائب للملك خلال فترة غياب العاهل الاردني، وذلك في اليوم الاول بعد تعيينه ولياً للعهد وبعد اسبوع حافل بالتكهنات انتهى باعلان حسم القرار لمصلحة اختيار الأمير عبدالله لخلافة الملك. وذكرت مصادر رسمية ان الملك حسين ابلغ الأمير عبدالله قبيل مغادرته المطار بضرورة "مواصلة العمل كالمعتاد" مشيراً الى ان المسؤولية اصبحت في يد نجله الأكبر بعد ان تم حسم مسألة ولاية العهد. وكان الملك حسين وجه رسالة الى الأمير حسن يوم الاثنين الماضي ضمنها انتقادات لاسلوبه في ادارة دفة البلاد خلال غيابه للعلاج في الولاياتالمتحدة، شارحاً مبررات التغيير في ولاية العهد. وشملت الانتقادات محاولة الأمير حسن التدخل في شؤون القوات المسلحة في شكل كان يمكن ان يؤدي الى "تسييسها وشرذمتها". وكان الأمير حسن، الذي اعلن انصياعه لقرار الملك في شأن ولاية العهد، في وداع الملك حسين في المطار الى جانب افراد العائلة وكبار المسؤولين، نافياً بذلك ما تردد عن مغادرته البلاد. لكنه لم يحضر مراسم أداء الأمير عبدالله القسم الدستوري كنائب للملك. الى ذلك اكد الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستزور الاردن اليوم لتأكيد الدعم الاميركي لاستقرار المملكة. وقال روبن ان اولبرايت قررت زيارة الاردن بعد الاتصال مع مسؤولين يرافقون الملك حسين في "مايو كلينيك". ونقل روبن عن اولبرايت قولها ان للاردن "تاريخاً طويلاً من مؤسسات الدولة المستقرة… ولدينا كل الاسباب للاعتقاد بأن ذلك سيستمر".