وقعت شركة "سوليدير" اللبنانية المكلفة اعادة اعمار وسط بيروت التجاري اتفاقاً مع شركة "راديان انترناشونال" الاميركية لتنظيف شاطئ بيروت بقيمة 54 مليون دولار، وآخر مع وكالة التجارة والتنمية الاميركية تقدم الاخيرة بموجبه منحة بقيمة 220 الف دولار للشركة اللبنانية. حضر التوقيع في مقر وزارة التجارة الاميركية الاثنين الماضي وزير التجارة الاميركي وليم ديلي الذي شدد على اهمية اختيار "سوليدير" شركة اميركية لتنفيذ المشروع، خصوصاً بعد تراجع العلاقات الاقتصادية بين البلدين في شكل كبير خلال اعوام الحرب الأهلية وأثناء حظر سفر الاميركيين الى لبنان. وقال ديلي ان المشروع "يعني ان الاميركيين عادوا... ونحن نرغب في المساهمة في اعادة اعمار هذا البلد الحي". وكان ديلي زار بيروت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عقود عدة. وشدد رئيس مجلس ادارة "سوليدير" ناصر الشماع على اهمية المشروع في تحسين العلاقات بين بيروتوواشنطن. وينص المشروع على قيام الشركة الاميركية بتنظيف شاطئ بيروت وإزالة مكب هائل للنفايات في منطقة النورماندي تشكل خلال اعوام الحرب على مساحة 18 هكتاراً قبالة البحر. وجاء في بيان لپ"راديان" ان اشغال التنظيف ستستغرق اربع سنوات ونصف سنة بموجب بنود الاتفاق الذي تم توقيعه بعد عامين من المفاوضات. ويمتد مكب النفايات حيث القيت اكثر من خمسة ملايين متر مكعب من النفايات على مساحة 18 هكتاراً بعلو 20 متراً وفي بعض الاماكن بعمق 24 متراً تحت مستوى البحر. وتنوي "سوليدير" انشاء منطقة تجارية حديثة ووحدات سكنية ومرفأين سياحيين وحدائق عامة في موقع المشروع. وتنتمي شركة "راديان" ومقرها في ولاية تكساس الى المجموعة الهندسية والانشائية الدولية "ديمز اند مور". وتقدم خبرة متخصصة في الانشاء وفي تحسين البيئة. وقال ستانلي بورفيدو، احد كبار نواب رئيس الشركة لپ"الحياة" ان العقد مع سوليدير يغطي المساحة المردومة قبالة بحر بيروت وتبلغ مساحتها ما يعادل مساحة اربعين ملعباً لكرة القدم. وفازت "راديان" بالعقد بفضل ضغوط مارسها ممثلو وزارتي التجارة والخارجية الاميركيتين وممثلو ادارة تنمية التجارة وهيئة الاستثمارات الخاصة خارج الولاياتالمتحدة. وكان واضحاً ان المسؤولين الاميركيين مرتاحون الى منح العقد لشركة اميركية. وكانت "راديان" الشركة الاميركية الوحيدة التي عرضت اتمام المشروع ونافست في ذلك شركات فرنسية وهولندية. ويأمل المسؤولون الاميركيون في ان يؤدي اشراك "راديان" في المشروع الى زيادة الصادرات الاميركية الى لبنان التي وصلت قيمتها عام 1996، الى 627 مليون دولار. ويشير آخر الاحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الاميركية الى ان الشركات الاميركية صدّرت ما قيمته 475 مليون دولار من البضائع الى لبنان في الأشهر الپ11 الأولى من العام الماضي في مقابل 507 ملايين دولار في الفترة نفسها من عام 1997. وأبلغ محمد شطح، السفير اللبناني في واشنطن، "الحياة" ان المشروع كبير بالنسبة الى لبنان وانه يرغب في ان تشارك الشركات الاميركية بمزيد من المشاريع اللبنانية. وأضاف: "لا أشك في ان الشركات تحصل على عقود ولا بد ان ذلك سيزداد فيما يزداد عدد الشركات الاميركية التي تذهب للعمل في لبنان". وأشار السفير الى ان الشركات الاميركية تبدي اهتماماً كبيراً بالاستثمار في فنادق لبنان وسياحته وقطاعاته المالية. ويشهد الاسبوع الجاري جهوداً تبذل في واشنطن لانشاء جمعية تجارية لبنانية - اميركية. وقال ماهر بيضون، نائب رئيس مجلس المديرين في سوليدير لپ"الحياة" "ان رجال اعمال لبنانيين يعملون على تأسيس الجمعية لتعزيز العلاقات الاقتصادية الاميركية - اللبنانية والترويج لها وتشجيع الاستثمار الاميركي في لبنان".