يشهد لبنان اليوم تطبيقاً لبند من بنود وثيقة الوفاق الوطني التي انبثقت من اتفاق الطائف، بعقد مجلس الوزراء جلسة في مقر خاص به، في محلة المتحف، وسيحضر رئيس الجمهورية أميل لحود الجلسة ليكون ذلك بمثابة تدشين رسمي للمقر وايذاناً ببدء العمل به. ومن المقرر ان يتابع المجلس عرض تقارير يقدمها وزير الدولة للاصلاح الاداري حسن شلق لاتخاذ الاجراءات المناسبة: ملء شواغر ادارية ووضع مديرين عامين في التصرف وانهاء خدمات رؤساء مجالس. وقال رئىس الحكومة سليم الحص امس ان وزارة الاصلاح الاداري ستدرس موضوع دمج الوزارات والادارات وبموجب التقارير التي سترفعها سندرسه، وان مشروع قانون الموازنة العامة سيتضمن موازنات الوزارات والادارات المرشحة للدمج". وجدد الوزير شلق التأكيد ان "عملية الاصلاح مستمرة سواء أكانت في جلسة اليوم أو لا". ونفى "ما يشاع عن عوائق سياسية منعت صدور دفعة من الاعفاءات في الجلسة الماضية"، عازياً السبب الى "التأخير في استكمال المعلومات". وفي الاطار نفسه، أعلن وزير الاشغال والنقل نجيب ميقاتي، خلال غداء تكريمي له اقامته غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان في بيروت، في حضور الرئيس الحص ووزراء وشخصيات اقتصادية، "ان ما نقوم به اليوم عودة الى ممارسة العمل السياسي والاداري تحت سقف القانون"، معتبراً ان "منشأ التسيب الاداري مرده الى الفساد الذي ساد الحياة السياسية". وأوضح ان "توجه الحكومة الى تخصيص بعض القطاعات دليل الى مدى اهتمامها بالقطاع الخاص ونجاحه". وطمأن الحاضرين الى ان "هدفنا الاستقرار على كل الصعد والنمو في كل القطاعات، ولن تكون هناك مفاجآت حكومية على الصعيد الاقتصادي". وأيد رئيس الغرفة عدنان القصار "الاصلاحات السياسية والاقتصادية لبناء دولة القانون والمؤسسات"، وداعياً الى "اشراك الهيئات الاقتصادية في صنع القرار". وفي المواقف، رد القائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث على النائب وليد جنبلاط، من دون ان يسميه، آسفاً "لتأجيج الحملة المسعورة واثارة الفتن والنعرات واللعب على أوتار الحساسيات والخصوصيات الدينية والمذهبية". وكرّر مصدر مسؤول في الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط التحذير من عسكرة النظام. وأشار الى "ممارسات تتعرّض للحريات مثل ارسال العناصر المتعسكرين بثياب مدنية الى مداخل بعض القاعات والمقار التي تعقد فيها أنشطة ثقافية وسياسية، يتدخلون مع الناس، ويثيرون البلبلة تحت شعار استقصاء المعلومات، أو دهم أمكنة استناداً الى معلومات مغلوطة، وحضور سيارة عسكرية الى أمام مقر الحزب التقدمي في بيروت، سألت حارسه هل انتهت الاجتماعات وهل هناك مسؤولون فيه أم لا؟ ثم تتكرر الممارسة بعد أيام قليلة، فيأتي مكلفون من الأمن العام ليطرحوا اسئلة مشابهة؟". وأثنى السيد توفيق سلطان على ما أعلنه الرئيس الحص في ندوته التلفزيونية الاحد الماضي "اذ الغى ما قيل منذ توليه السلطة لا بل الغى اساسيات المعارضة للحكومات السابقة". واعتبر ان "الحقد والانتقام لا يبنيان دولة"، غامزاً من قناة التعيينات الاخيرة. وتمنى للحص النجاح في جولته العربية وطمأنة العرب الى ان استثماراتهم في لبنان مضمونة وان الحكم استمرار وان سياسة الرئيس رفيق الحريري لا تزال معتمدة.