بقيت مونيكا لوينسكي بطلة فضيحة "مونيكا غيت" التي تعصف بالبيت الابيض والرئيس بيل كلينتون في واشنطن امس، في انتظار ما سيقرره مجلس الشيوخ بالنسبة الى طلب الادعاء العام استدعاء الشهود الى المحاكمة التي دخلت امس اسبوعها الثالث. وكانت مونيكا خضعت بعد ظهر الاحد لاستجواب غير رسمي من جانب هيئة الادعاء العام التي كانت ممثلة بثلاثة نواب. واستمر الاستجواب حوالى الساعتين في احد الاجنحة الفخمة في فندق "ماي فلاور" وسط واشنطن. وخرج النواب منه ليعلنوا ان اللقاء كان مفيداً وان شهادتها امام مجلس الشيوخ قد تساعد اعضاءه في اتخاذ قرارهم في ادانة الرئيس او تبرئته. لكن محامي مونيكا، بلاتو كاتشيريس، ابلغ الصحافيين ان الاستجواب لم يأت بجديد وانها "لم تضف شيئاً الى الملف الموجود الآن امام مجلس الشيوخ". وبدا واضحاً ان النواب ممثلي الادعاء يسعون من خلال مقابلتهم مونيكا الى اعطاء الانطباع بأن هناك حاجة الى شهادتها امام المحكمة الدستورية، تمهيداً لطرح "قضية" استدعاء الشهود للتصويت. وكانت احدى صديقات مونيكا ابلغت صحيفة"نيويورك تايمز" ان الاخيرة اسرت لها انها "لم تعط شيئاً" الى النواب الثلاثة الذين قابلوها. واضافت الصديقة التي طلبت عدم نشر اسمها ان مونيكا بكت كثيراً لدى وصولها الى واشنطن برفقة والدتها مساء السبت الماضي بسبب قرار المحقق الخاص كينيث ستار المدعوم بموافقة قاضية فيديرالية، اجبارها على الحضور الى المدينة تحسباً لامكان استجوابها. وشهد مجلس الشيوخ قبل ظهر امس تحركات غير عادية من جانب اعضائه الديموقراطيين والجمهوريين، خصوصاً وانه كان متوقعاً ان يطرح في جلسة بعد الظهر مشروع قرار السيناتور روبرت بيرد باسقاط التهمتين الموجهتين الى الرئيس كلينتون وهما الكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة. ولم يكن متوقعاً ان ينجح الاقتراح، بل كان من المتوقع ان يتبع التصويت على مشروع بيرد تصويت آخر حول استدعاء الشهود. وعقد الشيوخ الديموقراطيون اجتماعاً خرجوا على اثره ليعلن زعيمهم توم داس شيل مشروعاً آخر مختلفاً. وتقضي الفكرة بالغاء التصويتين على مشروع بيرد واستدعاء الشهود، في مقابل السماح للنواب الذين يمثلون هيئة الادعاء، بالرد على مرافعات الدفاع محامو البيت الابيض ويتبع ذلك تحرك مجلس الشيوخ للتصويت على التهمتين وبت الموضوع سلباً ام ايجاباً قبل نهاية الاسبوع الحالي. لكن الغالبية الجمهورية في المجلس رفضت هذا الاقتراح متمسكة بما اعتبرته "واجب اتباع قواعد المحاكمة". واتضح انه كان للنواب الپ13 الذين يشكلون هيئة الاتهام تصور آخر عندما اجتمعوا قبل ظهر امس لوضع لائحة باسماء الشهود الذين سيطلبونهم الى المحاكمة. وبات واضحاً من قرار الجمهوريين ان محاكمة الرئيس كلينتون لن تنتهي قريباً، اي بحلول نهاية الاسبوع، بل ستطول اسابيع، علماً ان "الدراما" الحالية مستمرة ووصلت الى ذروتها بوجود بطليها: كلينتون ومونيكا في واشنطن، ومع استمرار صعود نجم الرئيس الاميركي وارتفاع شعبيته لدى الرأي العام.