واشنطن - رويترز، أ ف ب - دخلت محاكمة الرئيس الاميركي بيل كلينتون يومها الثاني امس الجمعة بينما ينتظر ان تطالب لجنة من مجلس النواب تمثل الادعاء بادانة الرئيس وعزله. ولزم اعضاء مجلس الشيوخ الصمت بصفتهم محلفين، حتى ينتهي فريق الادعاء من طرح القضية ويقدم محامو البيت الابيض مرافعات، قبل ان يتمكنوا من طرح اي اسئلة. وكان فريق الادعاء المؤلف من 13 نائبا جمهوريا يشار اليهم ب "المحققين"، عرض اول من امس الخميس، حججه بان كلينتون كذب مراراً لمحاولة اخفاء علاقته مع مونيكا لوينسكي ولجأ الى "كل الوسائل الممكنة، شرعية وغير شرعية، لاخفاء الحقيقة" وحاول "بصورة متكررة" عرقلة عمل القضاء في هذه القضية. وطلب "المحققون" من مجلس الشيوخ استدعاء الشهود لتوضيح بعض اوجه الفضيحة التي تعرف ب "مونيكا غيت". ومن بين الشهود مونيكا لوينسكي، المتدربة السابقة في البيت الابيض التي اقام كلينتون علاقة معها وبيتي كوري سكرتيرة الرئيس. واستخدم المحققون كل الوسائل، من اللوحات الضخمة الى تسجيلات الفيديو ونصوص تصريحات ظهرت على الانترنت، لعرض مضمون مناقشاتهم. وعرضوا عشرات اللوحات الضخمة امام اعضاء مجلس الشيوخ لدعم التهمتين الموجهتين الى الرئيس وهما: الحنث باليمين وعرقلة سير القضاء. وقال هنري هايد رئيس فريق الادعاء للصحافيين ان الفريق ما زال ينظر في مسالة استدعاء كلينتون نفسه للشهادة. ولكن البيت الابيض قال ان كلينتون ادلى بما فيه الكفاية من شهادات بشان هذه المسالة والوقائع ذات الصلة وشك في امكان مثول الرئيس امام المجلس. وقام عدد من الشبكات التلفزيونية بنقل الحدث مباشرة. ورفعت الجلسة في اليوم الاول من المحاكمة في وقت مبكر من مساء الخميس لتستأنف في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي الاميركي - السادسة بتوقيت غرينتش امس الجمعة، بعرض للادلة قبل ان يبدأ ممثلو الادعاء باستعراض قوانين الحنث باليمين وعرقلة سير العدالة. ويتطلب تصديق مجلس الشيوخ على عزل كلينتون، موافقة ثلثي اعضائه المئة وهو احتمال مستبعد ذلك ان المدعين يملكون تأييد 55 جمهوريا من اعضاء المجلس المئة. واتسمت ردود الفعل على وقائع اليوم الاول بطابع حزبي مع غضب الديموقراطيين من استمرار اصرار الادعاء على الحاجة الى استدعاء شهود ووسط تقارير عن عقد اجتماع سري مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ. لكن الشعب الاميركي لا يزال مختلفا بدرجة كبيرة مع سير المحاكمة اذ اقر 63 في المئة ممن شملهم استطلاع اجرته شبكة "اي بي سي" التلفزيونية، الطريقة التي يؤدي بها كلينتون وظيفته وهو تأييد يزيد في الواقع عن الذي حصل عليه الرئيسان السابقان رونالد ريغان او دوايت ايزنهاور في هذه المرحلة من رئاستهما.