تبدأ اليوم المرحلة العلنية من اعمال لجنة التحقيق التي شكلها البرلمان الهولندي لكشف النقاط الغامضة في ملف طائرة "العال" الاسرائيلية التي سقطت قرب امستردام في 4 تشرين الأول اكتوبر 1992. وكانت المرحلة الأولى السرية من التحقيقات، نجحت في كشف قضية بقيت غامضة طيلة السنوات السبع الماضية، وهي وجود فريق تنقيب اسرائيلي في مكان الحادث من دون علم رسمي من السلطات الهولندية. وكان هذا السر الذي لم تعترف به تل أبيب حتى الآن، موضع نفي مستمر من كل الوزارات المعنية قبل ان تنجح احدى الصحف الهولندية في اجبار الحكومة على كشف ملفات التحقيق استناداً الى احدى مواد الدستور. وعشية المرافعات العلنية التي تبدأ اليوم، بات في حكم الثابت ان وثائق الطائرة زوّرت. اذ سلم مواطن هولندي يعمل في فرع شركة "العال"، ملفاً كاملاً يتضمن نسختين مختلفتين عن هذه الوثائق، الى عضو في البرلمان. كما ثبت ان فريقاً من "موساد" الاسرائيلي، كان حضر بعد ساعات فقط الى مكان الحادث، استخدم ما لا يقل عن 40 شخصاً لتفتيش الحطام ليلة الرابع وصباح الخامس من تشرين الأول من دون تدخل احد. وستشمل التحقيقات والمرافعات البرلمانية محاور عدة لا يزال يلفها الغموض وأهمها كيفية اختفاء السجل الرسمي للاتصالات اللاسلكية بين الطائرة وتل أبيب. ويعتقد ان فريق "موساد" الذي فتش حطام الطائرة استولى على التسجيلات قبل ان يضع الهولنديون ايديهم عليها. كما سيبحث البرلمان في الأسباب التي دفعت وزيرة النقل السابقة هانيا ماي - فيخين الى اخفاء الطبيعة العسكرية لحمولة الطائرة واصرارها على اغلاق الملف قبل انتهاء التحقيقات. كذلك سيناقش البرلمان المكان الذي انطلقت منه الطائرة قبل سقوطها في هولندا.