أكدت وثائق رسمية، لم يتم الكشف عنها قبل الآن، أن طائرة ال "بوينغ" التابعة لخطوط طيران "شركة العال" الإسرائيلية التي كانت سقطت فوق ضاحية بالمير السكنية المكتظة بالسكان في الرابع من تشرين الأول اكتوبر 1994، كانت تحمل مواد سامة تستخدم بشكل أساسي في صناعة غاز السارين السام. وقالت الوثائق التي نشرتها صحيفة "ان. آر. سي" الهولندية أمس إن الطائرة كانت تنقل ما لا يقل عن عشرة براميل يحوي كل منها نحو 19 ليتراً من مادة "ديميثيل ميثيلفوسفونات" متوجهة إلى إسرائيل، لتسلم إلى معهد الابحاث البيولوجية في نيس زيونا قرب تل أبيب. وكان مصدر الشحنة شركة أميركية هي شركة "سولكاترونيك كيميكالز" في موريسفيل في الولاياتالمتحدة. وتكفي هذه الشحنة لصنع 270 كلغم من غاز السارين السام، وفقاً لمصادر علمية متخصصة، وهي كمية كبيرة للغاية بمقاييس المختبرات العلمية. وبالاضافة إلى هذه المواد، ضمت شحنة الطائرة كميات أقل من مواد أخرى، إلا أن ثلاثة من أربعة مواد لازمة لتصنيع السارين كانت موجودة في الطائرة لدى تحطمها فوق المجمع السكني وسط أمستردام. وفي وقت أقرت شركة "سولكاترونيك كيميكالز" الأميركية بأنها شحنت المواد إلى إسرائيل، فإن السلطات الإسرائيلية كانت حتى اليوم تصر على أن الشحنة عبارة عن "مواد سريعة الاشتعال". ويعد معهد نيس زيونا الأكثر أهمية والأكبر حجماً من بين معاهد أبحاث الغاز السام التابعة للدولة العبرية. ويذكر ان المواد التي حملتها الطائرة تعد أساسية حسب السجلات الدولية المتعلقة بالأسلحة الكيماوية، أي أنها من ضمن المعطيات التي تؤكد بشكل قاطع النية لصنع قنابل وعبوات ذات طابع عسكري على وجه التحديد. وكان حادث تحطم طائرة "العال" أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً، وإصابة مئات آخرين بجروح. وتحول إلى قضية وطنية بسبب الأبعاد المتزايدة للخسائر والضحايا التي تسبب بها من جهة، وللغموض الذي رافق عمليات الانقاذ والتحقيق والتعويضات من جهة أخرى