كشف الرئيس حسني مبارك، للمرة الأولى، نقل طائرات شحن مدنية تابعة لشركة "العال" الاسرائيلية غازات أعصاب أسلحة كيماوية من الولاياتالمتحدة الى اسرائيل. وفي أول رد فعل عربي بعد ست سنوات على حادث سقوط طائرة "العال" طراز "بوينغ 741" فوق العاصمة الهولندية أمستردام في الرابع من تشرين الأول اكتوبر 1992، قال مبارك، ضمن حديث للتلفزيون المصري أمس في معرض استنكاره تصريحات اسرائيلية حول تنامي القدرات العسكرية المصرية، إن "الطائرة كانت متجهة الى اسرائيل محملة بغاز الأعصاب". وجاءت تأكيدات مبارك بعد خمسة أيام من قرار البرلمان الهولندي أول تشرين الاول الجاري تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في اتهامات للحكومة بإخفاء الحقائق والتغطية على وجود مواد خطرة ضمن حمولة الطائرة المنفجرة ومساعدة اسرائيل في إخفاء 34 طناً ما زالت مفقودة من أصل 114 طناً من المواد الكيماوية تشكل الحمولة الإجمالية. ويذكر أن رئيس وزراء اسرائيل وقتها اسحق رابين كان أعلن أن الرئيس حسني مبارك اتصل به هاتفياً فور وقوع الحادث إلا أنه برر الاتصال ب "التعازي في ضحايا الحادث". وكانت طائرة "العال" توقفت في مطار أمستردام للتزود بالوقود وانفجرت بعد عشر دقائق من إقلاعها، لاستكمال رحلتها من نيويورك الى تل أبيب، فوق مجمعين سكنيين في ضاحية "ويسب" قرب مطار "شيبهول" جنوب شرقي أمسترام ولقي ركاب الطائرة الأربعة ثلاثة يشكلون طاقمها وراكب واحد ونحو 250 مواطناً حتفهم مصرعهم في أسوأ كارثة جوية تشهدها هولندا. وزاد من حصيلة القتلى تناثر حطام الطائرة لمسافة 15 كيلومتراً ما عكس شدة الانفجار وعزز الاعتقاد بوجود المواد الكيماوية الخطرة على متنها. وكانت اسرائيل أعلنت في أعقاب الحادث أن الطائرة شُحنت في نيويوركوأمستردام بالعطور ومواد الكترونية ونسيجية. وقال مصدر مصري ل "الحياة" إن تصريح الرئيس مبارك أمس يُعد "تحريكاً جديداً" لملف حيازة اسرائيل أسلحة دمار شامل ومواد محظورة خارج نظام الضمانات الدولية "لجهة تفعيل تحرك دولي من أجل الضغط على اسرائيل للتوقيع على المعاهدات الدولية ذات الصلة ازاء احتمال تكرار سقوط أبرياء من المدنيين ضحايا لهذه المواد، في أي من البلدان التي تقع في مسار عمليات النقل الجوي". وعبر المصدر عن الدهشة والاستغراب من اعتراف اللجنة الدولية الخاصة بتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم بالتعاون مع اسرائيل بزعم مساعدة اللجنة في أعمالها خروجاً على مهامها المكلفة بها، في الوقت الذي تملك فيه اسرائيل غازات الأعصاب وأسلحة دمار شامل. لكنه اعتبر هذا التعاون في الوقت نفسه اعترافاً من رئيس "أونسكوم" ريتشارد بتلر وبعض أعضاء فرق التفتيش سكوت ريتر بامتلاك اسرائيل خبرات كيماوية وأسلحة محظورة دولياً. واعتبر أن "حادث هولندا" يتطلب "تحقيقاً دولياً" كون نتائجه دليلاً مادياً ملموساً على امتلاك اسرائيل غاز الأعصاب ومواد كيماوية وعلى "وجود من يساعدها في ذلك".