قال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيرتكب خطأ اذا اعلن قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد في أيار مايو العام الجاري مثلما كان تعهد سابقا. وذكر بيريز في مؤتمر صحافي عقده في مقر رابطة الصحافيين الاجانب في لندن في اطار زيارته الخاصة الحالية لبريطانيا انه "اذا ما اتخذ عرفات هذه الخطوة فان تلك الدولة ستظل مجرد ورقة". وقال زعيم حزب العمل الاسرائيلي السابق ان افضل سبيل هو استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتوصل الى حلول نهائية بينهما. وأشار الى انه أثار هذا الموضوع مع عرفات خلال لقاء بينهما وذلك لأنه اذا ما تم استئناف المفاوضات فلن تكون هناك حاجة الى صدور هذا الاعلان من جانب واحد. وشدد على اهمية استئناف المفاوضات واختتامها في أيار مايو 1999 كما تنص على ذلك اتفاقات اوسلو بالنسبة الى المرحلة النهائية. ورداً على سؤال عن توقعاته لنتيجة الانتخابات الاسرائيلية المقررة في أيار، قال انه تأمل في ان يفوز حزب العمل ويتمكن من زعامة حكومة ائتلافية تدخل في مفاوضات المرحلة النهائية مع الفلسطينيين. وهاجم بيريز بشدة بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وحمله مسؤولية الجمود والازمة الراهنة في عملية السلام ودعا الى التوصل الى "حلول وسط" واحترام اتفاقات اوسلو. لكنه دافع عن عدم افراج نتانياهو عن المعتقلين الفلسطينيين، مشيراً الى ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي من انه لا يريد ان يفعل ذلك لأن ايدي المعتقلين - على حد زعمه - "ملطخة بدماء اليهود". لكن بيريز شدد على ضرورة التوصل في النهاية الى "صفح وعفو" على غرار ما حصل في جنوب افريقيا. وعن المسار السوري - الاسرائيلي وعدم التوصل الى اتفاق، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق انه كان من الممكن فعلاً التوصل الى مثل هذا الاتفاق. ولكنه انتقد ما اسماه "التصلب السوري". وعما ذكرته سورية من ان الجانبين كانا توصلا الى اتفاق يكفل الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان السورية بالكامل، قال بيريز: "لماذا لا تسألوا فاروق الشرع، وزير خارجية سورية، عن سبب عدم توقيع اتفاق عندئذ اذا كنا قد أعطيناهم كل شيء ولماذا لم يتوصلوا اذن الى تحقيق السلام اذا كان هذا هو الحال كما يصوره". وأشار الى ان حكومة العمل السابقة قدمت وعوداً لسورية وكانت مرضية لهم وكان من الممكن التفاوض معهم للتوصل الى تحقيق السلام. وقال "انه تسلم رسالة خلال توليه الحكم بعد مقتل اسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق، عن طريق وارن كريستوفر وزير الخارجية الاميركي السابق توضح ان سورية تريد تحقيق السلام". وكان ردي على ذلك هو ضرورة رفع مستوى التمثيل في المفاوضات. ولهذا اقترحت عن طريق كريستوفر عقد لقاء قمة مع الرئيس الأسد. وتابع انه تسلم رداً عن طريق وزير الخارجية الاميركي السابق يقول فيه انه الأسد مستعد للقاء ولكنه ليس على استعداد لتحديد موعد لذلك.