عند منتصف ليل 31 كانون الاول ديسمبر 1999 سينطلق 20 ألف سهم باتجاه برج ايفل أحد أشهر وأعظم رموز باريس معلنة انتهاء القرن الحالي والدخول في القرن الواحد والعشرين. وتشكّل اضاءة البرج بهذه الطريقة الاستثنائية ذروة في اطار تظاهرات واحتفالات متنوعة تنظمّها بلدية باريس بدءاً من كانون الثاني يناير الجاري وحتى كانون الثاني من العام 2001. رئيس بلدية باريس جان تيبيري كشف في مؤتمر صحافي مساء امس عقده في حدائق "تروكاديرو" التي أضيئت للمناسبة بألوان زرقاء برّاقة، عن برنامج الاحتفالات التي حُدّدت وفقا "لخيار القلب" الذي اعتمد شعاراً لها وفي 45 تظاهرة روعيت في اطارها ضرورة اضفاء البهجة على الموعد الرمزي. وفي البرنامج لقاءات بين باحثين ومؤرخين وفلاسفة وقمة تضم رؤساء بلديات المدن الكبرى في العالم لاستشراف مستقبل هذه المدن في القرن المقبل. وعلى امتداد التظاهرات سترتدي باريس حلّة جديدة. وقال تيبيري أن دولاباً عملاقاً يطلق أصواتا مختلفة سيوضع عند مدخل حديقة تويليري، وسيقوم منطاد عملاق هو الأكبر في العالم ويتسّع لستين شخصا بالتحليق يوميا وابتداء من تموزيوليو المقبل فوق حديقة اندريه سيتروان العامة. أما نهر السين الذي يجتاز باريس، فضفافه ستكون ابتداء من ايلول سبتمبر المقبل مسرحاً لمهرجان عالمي للألعاب النارية، وللاستعراضات الفولكلورية والمباريات الرياضية ومعرضا لسفن الصيد والمنصّات النفطية والسفن الحربية. وستستخدم المسلّة التي تتوسط ساحة "لاكونكورد" كعقرب لساعة شمسية عملاقة ستقام في الساحة فيما ينتصب في منطقة لافاييت نموذج لمركبة فضائية شبيهة ببرج ايفل سيطلق عليها اسم "المركبة ألفين". وسيقام عند قصر شاييو في "التروكاديرو" حائط يطلق عليه اسم "حائط السلام" حيث سيكون باستطاعة الراغبين وضع رسائل صغيرة في شقوقه تحثّ على المحبّة والأخوّة. وستكتسي جادة الشانزيليزيه حيث سيقيم المغنّي الفرنسي جوني هاليداي حفلة موسيقية مجانية، بحوالي 50 منحوتة ضخمة ترمز الى ما أنتجه نحاتّوا السبعينات، فيما ستوزع منحوتات أخرى على المنطقة الممتدة من مقر منظمة "اليونيسكو" في وسط باريس وحتى لافاييت الواقعة على اطرافها. أما حديقة شان دومارس، فستكون مقرّا لاحتفالات موسيقية متعدّدة في الهواء الطلق. وسيقيم أكثر من 600 بهلواني وموسيقي استعراضات متنقلة بين مختلف الأحياء الباريسية. ورصدت بلدية باريس مبلغ 40 مليون فرنك، لهذه الاحتفالات التي تترافق مع احتفالات اخرى تتولى تنظيمها وزارة الثقافة الفرنسية في مختلف مدن البلاد.