أجمعت مصادر روسية واخرى قريبة من حزب العمال الكردستاني على استبعاد ان توافق موسكو على عودة زعيم الحزب عبدالله اوجلان اليها كونها لا تعترف بأنه مرّ في اراضيها اساساً. وجاء ذلك في وقت بدا الايطاليون حائرين في ايجاد مخرج لأوجلان الذي تحول القوانين الايطالية دون تسليمه الى تركيا حيث يواجه الاعدام، فيما لا توجد محكمة دولية مؤهلة لمحاكمة أفراد بتهم تتعلق بأعمال "ارهابية"، حسبما تنسبه انقره الى الزعيم الكردي. واعترفت وزيرة الداخلية الايطالية روزا روسو جيرفولينو امس بأن لا تصور لدى حكومتها في شأن المحكمة الدولية التي "لا تعدو كونها فكرة سياسية لا يمكن تحقيقها اذا عارضتها تركيا". وعن مصير منح اللجوء الى اوجلان، قالت الوزيرة انه سيدرس بحلول 22 الشهر المقبل، مشيرة الى ان الزعيم الكردي "لم يقدم بعد أي طلب رسمي في هذا الشأن". وحتى ساعة متأخرة مساء امس، لم يرشح شيء عن المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني في موسكو مع رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف، فيما اعترف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بأنه تبادل مع نظيره الايطالي معلومات في شأن قضية اوجلان. وقالت مصادر مطلعة في موسكو ان ديني رغب في سماع الرواية الروسية حول ملابسات انتقال اوجلان الى روما، خصوصاً في ظل إصرار الروس على إنكار معرفتهم بأنه مرّ في أراضيهم بجواز سفر مزور، لتفادي عودته الى روسيا في حال تعذر منحه اللجوء في ايطاليا، حسبما تقتضي القوانين في روما. وأبلغ مصدر ديبلوماسي روسي "الحياة" ان موسكو تعتبر عودة اوجلان اليها "عاملاً يهدد العلاقات مع انقره" كما انها "تخشى من ان يؤدي ذلك الى فتح جبهة جديدة ضد الروس في القوقاز، بتحريك من الاتراك". وحمّل الأكراد واشنطن مسؤولية الضغوط التي تمارس على ايطاليا لتضييق خياراتها في شأن اوجلان. ونظم عدد منهم تظاهرة أمام مقر السفارة الاميركية في موسكو أمس، مطالبين الولاياتالمتحدة بالكف عن دعم "المخططات التركية الهادفة الى تصفية اوجلان جسدياً". وأبلغ مصدر قريب من اوجلان "الحياة" امس ان زعيم الكردستاني يستعد لاحتمال مثوله أمام محكمة أوروبية يفضل ان تكون في ستراسبورغ وتعقد تحت اشراف دول الاتحاد الأوروبي وهو واثق من اثبات براءته.